حين نشر البنتاغون الإستراتيجية الدفاعية الأمريكية الجديدة 1 يوليو2015؛ أجبرتنا المنهجية على الرجوع للإستراتيجية السابقة 2011 بمحاورها التي شملت التقشف، وخفض القوات بأوروبا، وتعزيزها في آسيا، وأخيراً التفوق بالحرب السيبيرية، والطائرات بدون طيار، وكانت النجاح الوحيد لأوباما. فإستراتيجية «الصبر الإستراتيجي» إطالة للفشل مع إيران وداعش والأسد. ولم تنجح في التكيّف مع واقع جيو-إستراتيجي متقلّب رغم ادعاء واضعيها الاهتمام بأمن الخليج كمنع إيران من تطوير قدراتها النووية وسياساتها المقوّضة للاستقرار. وحماية الخليج من تحديات الربيع العربي والتصدي للإرهاب.إستراتيجية 2011 حملت عناوين فيها كثير من الرمزية والإيحاء كتعزيز واستدامة قيادة واشنطن للعالم، أما إستراتيجية 2015 فيلفت النظر فيها وضوح العسكر بمفرداتهم لشرح السياق الدولي والإقليمي بنظرة عسكرية «أوبامية» ذات سعة بال. ففي الإستراتيجية الجديدة إقرار بأن الولايات المتحدة لم تعد تملك السيادة التكنولوجية المطلقة، ولا التفوق التكنولوجي الذي يضمن هزيمة داعش. وقد صدقت، فقد ذكر بيتر سنغر في كتابه الحرب العالمية الثالثة أن العدو سيكون الصين، وستنفجر المقاتلات الأميركية في الجو بواسطة شرائح صينية الصنع. وسيخترق قراصنة الصين أنظمة الاستخبارات الأمريكية وسيحتل جيشهم هاواي.أما فشل التكنولوجيا في هزيمة داعش فدليله حملة جوية مستمرة دون حسم. وتشمل الإستراتيجية العسكرية الجديدة توصيات لمواجهة روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين. بالإضافة إلى المنظمات المتطرفة مثل (داعش). وفي الإستراتيجية الأمريكية للسنوات الخمس القادمة استدارة واضحة وتأكيد لمسيرة «التحول نحو الشرق»، فلم يعد أمن الخليج مرتبطاً بالأمن القومي الأمريكي، فلم يقترب الأمريكان من تخومه متحدثين فقط عن البرنامج النووي الإيراني ورعاية طهران للإرهاب في سورية والعراق واليمن ولبنان. حيث يعتقد البنتاغون أن الجيش الأمريكي يملك مجموعة كاملة من الحلول العسكرية.- بالعجمي الفصيح..ردت موسكو بأن الإستراتيجية الدفاعية الأمريكية «تصادمية»، ونصحت بكين الغاضبة واشنطن أن تتخلى عن عقلية الحرب الباردة. أما العواصم الخليجية حيث أكبر تجمع للحيرة البشرية فلم أجد بقربي من علامات التعجب ما يكفي لأستخدمها جراء موقفها من إستراتيجية انطلقت من قيم ومحفزات كان الخليج على رأسها طوال قرن، حيث آثرت عواصمنا الأخذ بفضيلة الصمت الذهبية و حملت وزر النوايا، ربما لأنها وصلت قاع اليأس من الصديق وقاع المهانة من الغريم!