في ظل الأوضاع الأمنية الاقتصادية والمعيشية؛ التهجير التيتم والتشرد، التي تشهدها أمتنا العربية يوماً بعد يوم في مختلف أنحاء المعمورة، نحن نعيش آمنين في بيوتنا ماكثين في أوطاننا بالرغم من الظروف التي تمر بنا، ما يجعلنا نحمد الله عز وجل على النعم المحيطة بنا، والتي لا يمكن أن نحصيها، ولعل أبرزها من وجهة نظري بعيداً عن موضوع العقيدة والدين وهو أن نمتلك «المشاعر الإنسانية».فأن تكون إنساناً ذا إحساس مرهف وعقل صاح وقلب معطاء ونوايا صادقة، فهذا يعني أنك في نعيم لا يقدر بثمن. ولكن ما يصادفنا في هذه الأيام أنه رغم الوعي والطيبة ومتعة العطاء التي ممكن أن نتمتع بها، إلا أننا نقف حائرين لا نعلم لمن نقدم. وفي حال عدم علمنا بالآيات القرانية التي تشير إلى المواضع التي يجب أن تصرف بها الأموال لمساعدة كل من الفقراء والمحتاجين والمساكين بالإضافة إلى أبواب أخرى متعددة، وأردنا أن نلحق القاعدة التي تنص على أن «الأقربون أولى بالمعروف» نجد أنفسنا في موقع لا نحسد عليه والحيرة تسيطر علينا. فمن هم الأقربون؟ وهل المقصود بهم هم الأقربون من ناحية الدين أو الدم والنسب أو من الناحية المكانية أو القرابة الفكرية؟ فالجواب عن هذا السؤال بسيط جداً ولا يدعو للحيرة، وليس بحاجة إلى مكبر كي يوضح لنا الرؤية أو بوق يطرق الكلام على مسامعنا، فبالأمس كنا نسمع عن بعض العائلات المتعففة والمحتاجة بين الفينة والأخرى والآن نسمع عن الأمم المنكوبة في كل لحظة، والتي أصبح تعدادها يفوق أصابع اليد الواحدة، وكلما استلمنا رسالة أو توصية بألا ننسى أبناء شعب بلد ما -على سبيل المثال لا الحصر «أهالي اليمن الطيبون»- بما تجود به أنفسنا من الخير، سرعان ما نستلم عشرات الرسائل تذكرنا بأهالينا في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق والصومال والسودان والنيبال وباكستان وغيرهم الكثير، وأيضاً لا يمكننا أن ننسى من في منطقتنا يعيش ونعرف ظروفه المعيشية وأوضاعه الصحية.ونعود ونردد من الأولى؟ فإن كان بمقدورنا أن نقدم رغيف خبز لمن يحتاج، ولكن للأسف لا نستطع أن نقدم له الأمن والأمان و«النومة الهنية» وراحة البال..ألم يحن الوقت للدول العربية أن تتحد في ما بينها كي نستيقظ من هذا الكابوس الدموي الذي نعيشه كل يوم؟