الحلقة النقاشية الرياضية التي احتضنها مجلس نجم الكرة البحرينية السابق جمعة هلال مساء الثلاثاء الفائت تحت عنوان «ليش جذي.. شنهو الحل؟» والتي حضرها وشارك فيها نخبة من الإعلاميين الرياضيين وعدد من الإداريين ونجوم الرياضة البحرينية كشفت عن هموم وهواجس الرياضة البحرينية حيث تناولت الحلقة الجوانب السلبية التي طغت على الجوانب الإيجابية في مسيرة الرياضة البحرينية!المشاركون التقوا عند نقطة واحدة من أن مسؤولية الوضع الرياضي الراهن يتحملها الجميع كل في موقع مسؤوليته ابتداء من مواقع صناعة القرار الرياضي وانتهاء بالإعلام الرياضي مروراً بالجمعيات العمومية للأندية والاتحادات وبالطبع لا يمكن أن نستثني الدولة من هذه المسؤولية!لابد أن نعرف ماذا تريد الدولة من الرياضة وأين تضعها على سلم الأولويات مع إيماننا التام بأحقية قطاعات الصحة والتعليم والإسكان باعتبارها من أوائل الأولويات وإن كانت الرياضة تشكل جزءاً هاماً في قطاعي الصحة والتعليم.أما مشكلة من هم في مواقع صناعة القرار الرياضي فتكمن في ذلك الصراع الخفي المستمر بين بعضهم البعض وتركيز اهتماماتهم على مناصبهم أكثر من التركيز على تطوير العمل في منظماتهم، وهذا الأمر يساهم في ضياع المال العام وضياع الوقت والجهد بسبب استبدال النظام المؤسساتي بالنظام الشخصي فنجد أن غالبة أنديتنا واتحاداتنا الرياضية تخضع لتحكم شخص واحد يدير هذه المؤسسة كيفما يشاء من خلال بطانة متمصلحة ومنتفعة يختارها بنفسه ويفرضها على الجمعية العمومية ضارباً بذلك مبادئ وقيم النظام الانتخابي عرض الحائط مستغلاً ضعف الجمعيات العمومية المسيرة!هذا الصراع المبطن بين من يسعون للعمل المؤسساتي السليم وكشف الحقائق وبين المنتفعين والمتمصلحين الذين يدفعون بالاتجاه المعاكس من أجل أن تبقى الأوضاع المتردية على ما هي عليه حفاظاً على مصالحهم التي يغلبونها على مصلحة الرياضة الوطنية، هذا الصراع هو أحد أبرز أسباب ما تعانيه الرياضة البحرينية من عثرات...أما الجمعيات العمومية -سواء في الأندية أو الاتحادات- فلم يعد لها أي دور فعلي بل أصبح دورها صورياً وشكلياً من أجل الاستهلاك الإعلامي وتضليل الرأي العام الرياضي لا أكثر ولا أقل والدليل أن العديد من الكفاءات الرياضية خرجت من الانتخابات أمام عناصر لا ناقة لها بالرياضة ولا جمل اللهم إلا رغبات المتنفذين!! والأدهى من ذلك هو الانقلاب المفاجئ في الدور الإعلامي الذي يفترض أن يكون دوراً حيادياً ورقابياً يلتقي مع مبادئ المهنة بدلاً من أن يتحول إلى بوق للمتنفذين يلبي كل رغباتهم على حساب إخفاء الحقائق التي يستوجب كشفها!هذا الانقلاب الإعلامي في الكثير من المواقف هو من يساهم في استمرار معاناة الرياضة البحرينية بدلاً من أن يكون منبراً من منابر الإصلاح!مما تقدم يبدو الجواب على السؤال الأول (ليش جذي) جلياً وواضحاً، أما جواب السؤال الثاني (شنهو الحل) فيتلخص في أهمية تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والعمل وفق نظام مؤسساتي لا يخضع للعواطف والأهواء الشخصية مع ضرورة أن يصاحب هذا العمل نهج إعلامي مهني يلتزم بمبادئ وقيم السلطة الرابعة بكل شفافية، والله نسال أن يهدينا جميعاً إلى سبيل الرشاد.