هل التحاق شخصين أو ثلاثة أو حتى عشرة يحملون الجنسية البحرينية بتنظيم «داعش» الإرهابي دليل على وجود هذا التنظيم في البحرين؟ إذا كان الأمر كذلك؛ فتنظيم «داعش» موجود في كل دول العالم مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحتى أمريكا وغيرهم من الدول، لأن عدداً من مواطنيهم التحقوا للقتال مع «داعش»، هذه التهمة التي يوجهها اللوبي الإعلامي الصفوي، حيث يتهم الدولة البحرينية بالتستر على وجود التنظيم على أرضها.نعم؛ لم تتجرأ أي صحافة خليجية أو غربية ولا صحافي ولا كاتب على اتهام دولته بالتستر على إرهابيين، ولم يجزم أي شخصية مهما بلغ عداؤها لدولتها بوجود تنظيم إرهابي في بلادها، فها هي السعودية وبعد حادثتي تفجير تبناهما تنظيم «داعش» الإرهابي، وكذلك الكويت الأخرى؛ لم تُتهم الدولة بوجود التنظيم على أرضها من قبل أي شخصية أو مؤسسة فيها، كما لم تتهم أي جمعية سياسية دينية أو شخصية سياسية فيها بدعم هذا التنظيم، فقط تتجرأ الصحيفة المحلية برئاساتها وإعلاميها وصحفيها بالتأكيد بوجود هذا التنظيم في البحرين، وتتهم الدولة بالتستر عليه، وتطالبها بالاعتراف بوجوده على أرضها، ولم تتوقف عند اتهامها للدولة بل اتهمت معها جمعيات سياسية وشخصيات دينية سنية ومنهم نواب وشوريون بدعم هذا التنظيم. «في ظل وجودهم المؤكد»؛ بهذه العبارة تحدث الإعلام الصفوي عن وجود تنظيم داعش بالبحرين، ونرد بالشيء نفسه؛ بأن من يؤكد بوجود هذا التنظيم في البحرين فإما أن يكون عضواً فيه، أو يكون عميلاً يخدم إيران حين يروج بهذه الإشاعة، وهو ما يعتبر في نظر القانون تحريضاً على الدولة وتعريض أمنها وسلامتها للخطر، وذلك حين يصنف التحالف الدولي أن البحرين ضمن الدول التي تأوي تنظيم «داعش»، حيث يسمح لدول التحالف التدخل في البحرين، وإنشاء قواعد عسكرية أمريكية إيرانية على غرار ما حصل في العراق، وذلك بدعوى تقديم الاستشارة إلى الجيش العراقي وتدريب الحشد الشعبي على محاربة «داعش»، وستفعل الشيء نفسه في البحرين، خاصة بعد أن بدأت ملامح هذه اللجان تتشكل في البحرين، وهو ما لم نسمع أن الكويت أوالسعودية قامتا بتشكيل لجان شعبية بدعوى حماية المساجد الشيعية، بل بالعكس، فقد حسمت السعودية هذا الأمر برد ولي العهد على أحد ذوي الضحايا الذين سقطوا في التفجير الذي قال فيه «الدولة ستبقى دولة»، وكذلك هي الكويت التي أناطت حماية المساجد إلى رجال الأمن.إن خطر المليشيات الصفوية في البحرين أشد من خطر «داعش»، وهذه حقيقة حين يكون لهذه المليشيات الإرهابية مقرات من جمعيات سياسية تحتضنهم وتباركهم وتدافع عنهم في المحاكم وفي المحافل الدولية، كما أن هذه المليشيات زيادة على ذلك، متغلغة في مؤسسات الدولة وشركاتها الحيوية بصفة موظفين رسميين لديهم تصاريح دخول أي منشأة حكومية من محطات الكهرباء والماء، كما يقع تحت أيديهم المؤسسات الخدمية وخرائط البنية التحتية ومواقع الكابيلات وتمديدات الصرف الصحي والتحكم في الإشارات الضوئية، وكذلك بالنسبة لمجال الطيران والمواصلات والاتصالات.هذه المليشيات الإرهابية لديها من القدرة والإمكانية ما لا يمكن أن تملكه «داعش»، وقد عاش شعب البحرين تجربة الإرهاب الصفوي الذي عصف بالبحرين ومؤسساتها، ولا زال يعيش هذا الإرهاب، والذي لا يمكن أن يقبل أن تترك الدولة الإرهاب الحقيقي الذي يسعى لإسقاط الحكم، ويتصدى لإرهاب ليس له تنظيم بالأصل كي تحاربه الدولة وتتعقبه، وذلك ما يسعى إليه الانقلابيون، ألا وهو بدء الدولة بملاحقة بعض أبنائها وفي مناطق معينة يشير إليها هذا الإعلام بالاسم، وهي المناطق التي تصدى أهلها ووقفوا في وجه المؤامرة الانقلابية مثل البسيتين والرفاع، وغيرهما من المناطق، حتى تتحقق الوقيعة وتبدأ القطيعة بين الدولة وبين مواطنيها الشرفاء، وهي التي تعتبر من أهم مراحل الخطة الخمسينية للإطاحة بالأنظمة الحاكمة في الدول الخليجية، حين يتخلى الشعب عن نظام خذله وجعله طريداً في أرضه أو مشرداً يبحث عن وطن بديل.هذا اللوبي الإعلامي الصفوي لم يهاجم الدولة بعد تخفيف أحكامها ضد من ارتكب الجرائم الإرهابية، لم يلمها حين سمحت بعودة من شارك في المؤامرة الانقلابية إلى أعمالهم ودفع لهم التعويضات السخية ولتجارهم، نعم.. ولم ولن يشير إلى التهديدات الإرهابية للدولة التي جاءت على لسان علي سلمان في 12 يونيو 2012، التي قال فيها «لتعلم يا أيها المشير أن في هذا الشعب قوة ومصادر قوة لم تستخدم حتى 50% منها، تعلم أنت ويعلم غيرك أننا أبناء رسول الله وأهل البيت، وتعلم أن تربيتنا مركزها الآخرة ورضا الله، وتعلم أن مجرد كلمتين بفتوى شرعية تجعل عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب يحملون أرواحهم على كفوفهم ويخرجون خروجاً لا يبقي ولا يذر».بعد هذا؛ أي تنظيم إرهابي أكبر من هذا التنظيم تعلم بوجوده الدولة وكذلك المجتمع الدولي، تنظيم إرهابي ليس على «هاشتاق» بل تنظيم له مؤسساته، تنظيم إرهابي تدعمه جمعيات سياسية هي نفسها التي تدعم حزب الله اللبناني الإرهابي وتدعم نظام بشار المجرم وتدعم الحوثيين الذين أطاحوا باليمن.ننتظر رد الدولة الحازم على هذا الإشاعة التي يروج لها الإعلام الصفوي.
Opinion
الخطر الحقيقي بين «لا يبقي» و«لا يذر»
14 يوليو 2015