المتابع لأخبار أعمال التخريب التي ينفذها ما يسمى بـ «ائتلاف شباب فبراير» هذه الأيام يلاحظ أنها تبدأ بعبارة «في إطار التحضيرات المستمرة للوجهة الجماهيرية القادمة»، أما الوجهة المعنية فالمقصود بها ذلك المكان الذي كان يتوفر فيه ذات يوم دوار مجلس التعاون، أو ما كان يعرف باسم دوار اللؤلؤة، والذي أزيل ولم يعد له وجود، فقرار العودة إليه تم اتخاذه من قبل الائتلاف لكن «تاريخ التحرك الجماهيري سيعلن عنه قريباً». أي أن كل عمليات اختطاف الشوارع بإشعال النار في إطارات السيارات التي تحدث الآن هي عبارة عن «تسخين» للفعالية الكبرى، التي للأسف لم تجد عاقلاً من الجمعيات السياسية أو من يعتبر نفسه قيادياً في «المعارضة» يكلف نفسه ويقول لهم إن هذا لا يليق ولا يحقق أي مكسب ولا يتسبب إلا في أذى المشاركين الذين سيجدون أنفسهم وجهاً لوجه مع القانون الذي سيحاسبهم فيدفعون ضريبة قرار لا قيمة له يسهل وصفه بالأحمق. كان الأجدر بمن تواصل مع الجمهور في الفترة الأخيرة ويفترض أن الجمهور يسمع منه؛ أن يبين لهؤلاء أن هذا الفعل غير منطقي وغير مفيد ويضر بالحراك بدل أن ينفعه ويسيء إلى «المعارضة»، والأجدر بمن سيوزع التصريحات ليل نهار ويقول إنه يدافع عن حقوق الإنسان أن يفعل الشيء نفسه فيصرف شيئاً من وقته في إقناع من يحاول إدخال فكرة التوجه إلى ذلك المكان في رؤوس الشباب بأنه يفعل ذلك من أجل لا شيء، وأن أي مكسب لا يمكن تحقيقه من هذه الممارسة الفارغة، والأجدى بكل من يرى أن له دالة على هؤلاء أن يسعى لمنعهم ومنع المغرر بهم من تنفيذه؛ بل حتى التفكير في هذا العمل الذي يظهر «المعارضة» وكأنها لا تتعلم من التجارب التي مرت بها، ويسهل معه وصفها بما يفترض أنها لا تقبل به. الواضح أن عملية الشحن التي يتم القيام بها هذه الأيام ترمي إلى تخريب فرحة العيد على كل من يسر له الرحمن صيام شهر رمضان، وإلا ما تفسير كل هذا الذي يجري وكل هذه الإعلانات التي يتم نشرها وتدعو إلى الاستعداد إلى العودة إلى ما أسموه «ميدان الشهداء»؟ استمرار هذه المجموعة في فرض رأيها ومنهجها على الجمعيات السياسية التي تمتلك الخبرة ويفترض ألا تقبل بهذا الأمر من شأنه أن يقلل من شأنها ويجعلها تبدو وكأنها تابعة وليست متبوعة، وهذا يؤكد وجود خلل تعاني منه هذه الجمعيات، وإلا كيف تقبل بأن يقرر ائتلاف فبراير بدلاً عنها وتسكت، ولا يكون لها أي موقف مخالف لهذه الممارسات التي ينفذها وتلك التي يعتزم تنفيذها؟ الظروف تغيرت والأحوال ليست كما كانت في سنوات سابقة، اليوم تمر المنطقة بمرحلة جديدة وصعبة ومؤثرة على كل دولة، واليوم لم تعد «المعارضة» على اختلافها الوحيدة التي تعمل في الساحة، هذا يعني أن عليها أن تنتبه لوجود آخرين يعملون في المنطقة وفي الساحة المحلية ولا يقبلون بما تقوم به، أي أن «المعارضة» الآن لا تواجه الحكومة وحدها ولكن تواجه معارضات أخرى تختلف معها في أمور كثيرة. ولأن مسألة كهذه يصعب على ائتلاف فبراير استيعابها، لذا فإن على «المعارضة» المعبرة عن الجمعيات السياسية أن تستعيد زمام الأمور فتفرض رأيها ونهجها على ائتلاف فبراير وغيره. ليس هذا فقط؛ وإنما على الجمعيات السياسية أن تنتبه لمختلف المتغيرات في الساحة المحلية والإقليمية فتتفاعل معها بما يضمن لها الاستمرارية أولاً، وبما يجعلها إيجابية فتقدم ما ينفع المواطنين والوطن. السكوت عن مغامرات ما يسمى بائتلاف فبراير نتيجته المنطقية مزيد من الفوضى ومزيد من التهميش للجمعيات السياسية والمنتمين إليها ومزيد من الدوران في الحلقة نفسها