الاتفاق النووي الإيراني - الأمريكي فرح له أذناب إيران في كل مكان، كذلك في البحرين، حيث كتب أحد أصحاب الأقلام في صحيفة محلية أن أول كلمة وجهها إلى أطفاله: «تذكروا هذا اليوم، حيث تم توقيع اتفاق، أنهى مرحلة صعبة عشناها لمدة ثلاثين عاماً، وسيؤثر على حياتكم لمدة ثلاثين عاماً قادمة»، نذكر هذا فقط لتعرفوا مدى الحقد الذي يحمله بعض من في البحرين على الأمة، فما بالكم بحجم الحقد الذي يحمله وسيحمله أطفالهم على البحرين.. هذا فقط للتذكير للذين قد يعتقدون بأن هناك أملاً في صلاح أذناب إيران في البحرين! نعود للاتفاق النووي الإيراني - الأمريكي والذي لن يغير مشاعر الأمة تجاه إيران. فإيران هي من سفكت دماء المسلمين في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، هذه حقيقة علقت في ذاكرة الأجيال القادمة حيث ستكون نهاية إيران على يدها، فلن يغيرها اتفاق نووي ولا انفتاح علاقات، لأن هذا الجيل الذي تحاول إيران ذبحه بالسكاكين ليقينها أن زوالها على يده، هي تذبحه كما ذبح فرعون أبناء بني إسرائيل خوفاً على ملكه، ولكن فرعون لم يعِ أن واحداً منهم كان كافياً بأن يبيد ملكه، سنة الله في جزاء المفسدين في الأرض.هذا الاتفاق النووي لن يعود بالأمة للوراء بعد أن انطلقت بشائر العزة مع هدير أول محرك طائرة انطلقت من قاعدة الملك خالد لتقطع رأس إيران في أرض العرب، كما ستقطعه في سوريا والعراق بإذن الله. إنه الجيل المبارك الذي أيقظت أمريكا وإيران شراسته في دفاعه عن كيان أمته. أجيال سيخرج منها القعقاع بن عمرو، والذي قال فيه أبوبكر الصديق رضي الله عنه: «لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل»، إنه صوت «سلمان» الذي دوى بطائراته في سماء الجزيرة العربية، ولم تستطع أن تتصدى لها إيران بجندها ولا أمريكا بجيوشها، لأنهم يعرفون ماذا يفعل فيهم العرب إذا ما غضبوا.إنه الاتفاق النووي الذي لن يغير مجرى تاريخ أمة أقسم نبيها «ألا كسرى بعد اليوم»، ونذكر الفرحين بهذا الاتفاق، والذين يعدون بمرحلة، قد تغيير حياتهم بالرؤيا التي أفزعت القائد الفارسي «رستم»، وهي رؤيا تتكرر عليه كلما رآها بكى وازداد غماً، حيث يرى أن ملكاً نزل من السماء فأخذ سلاح الفرس ومن ثم ختمه ثم دفعه للرسول صلى الله عليه وسلم ثم دفعه الرسول لعمر، حيث تأكد عند رستم هزيمة الفرس فصار يتباطأ عن لقائهم، وتحققت رؤيا رستم، فانهزم الفرس وزال ملكهم زوالاً أبدياً لا رجعة فيه، وما ترونه اليوم وما تسمعون به ما هي إلا عصابات سرقت بعضاً من أرض الخلافة في إيران لا تلبث أن يستردها أهلها.إنها بشائر النصر التي نسمعها من جديد تنطلق من حناجر أبناء اليمن، ومن أزيز طائرات «عاصفة الحزم» المباركة، إنها هي المرحلة التاريخية الأصعب التي لن يستطيع أن يغيرها اتفاق صفوي صليبي، فلا يفرح الفرحون بهذا الاتفاق فهو لا يعدو أكثر من حلقة من حلقات تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد، التي كلما انفكت حلقاتها جاءت أمريكا بحلقة لتصلح ما أصاب هذه الخارطة من عطب. نعم؛ فلقد أصاب هذه الحلقات عطب كبير حتى تساقطت حلقاته، فما يتحقق اليوم من انتصار للتحالف العربي بقيادة السعودية ما هو إلا تمزيق لخارطة هذا الشرق الأوسط التي يحلم أوباما بتحقيقها لتحمل اسمه، ولذلك بدأ أوباما بافتتاح مراسم هذا الاتفاق قائلاً «لن أسمح باتفاق سيئ.. هذا الاتفاق سيحمل اسمي». نعم إنه اتفاق سيئ يحمل اسماً سيئاً، ويحمل اسماً أقر قانوناً تنكره حتى البهائم، إنه اتفاق سيئ حمل قرار رئيس قام بعد لحظات من إقرار المحكمة الأمريكية العليا بحق زواج مثليي الجنس من بعضهم بعضاً، بالاتصال بصاحب الدعوى الرئيسي في هذه القضية لتهنئته وشكره على جهوده. فأي اتفاق نووي يفرح ويتباشر به العرب يحمل توقيع من انتهك الفطرة البشرية وأرجعها إلى عصر قوم «لوط». إنها بشائر النصر التي لن تترك مجالاً لأن يفرح الفرحون بهذا الاتفاق، ولن تتحقق منه أمنية لأي صفوي بأنه قد يتغير مجرى حياته الذي يراه في أن تسود إيران على العرب. فبشائر النصر قد بدأت ولا مجال للتراجع، فأمة تتوق من رضعها إلى شيبها بعودة أمجادها لن يقف في وجهها اتفاق نووي ولا ذري.. وبعد أن دوى صوت «سلمان» في سماء جزيرة العرب فلا عزاء لكم أيها الفرحون في البحرين أو في أي قطر من الأقطار.