تلك نعمة من الله علينا بها أن جعل طريق التعبد له في العيد بالمجاهرة بالسعادة. فكل مراسيم العيد سعادة، الخروج باللبس الجديد وبالطيب للصلاة الجامعة، وتبادل الزيارات والتبريكات مع الأهل والأصدقاء ومع من نقابل في طريق سيرنا. والنهي عن الصيام والحض على الأكل والمرح. تلك تعاليم إلهية بإشاعة الفرح عبر ممارسته الاجتماعية حث ديننا الإسلامي السمح عليها ولم يتركها للاجتهادات والاختلافات.الدين الإسلامي دين سعادة.. فنبينا صلى الله عليه وسلم كان كثير التبسم وكان يضحك حتى تبدو نواجذه، دون أن يتبع ضحكاته وابتساماته بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم أو طلب المغفرة. وكان عليه السلام يلاعب الصبيان ويمازحهم ويلاطف الفتيات الصغيرات. وكان يشهد لعب الأحباش ورقصهم في المدينة ويحمل السيدة عائشة على ظهره لتشاهدهم معه فلا تنزل حتى تكتفي. جاء ديننا الإسلامي على الفطرة في اقتناص الفرح، بل بفرضه في سياق ديني يرغم المسلم راغباً غير كاره في التجرد من هموم العيش وضغوط الحياة وتخصيص أيام العيد للفرح والتسامح والتصالح فقط.وكل الأديان السماوية والأرضية والمعتقدات الإنسانية حملت معها فكرة العيد، وحملت معها فكرة التغيير في يوم العيد. التغيير في الملبس والمأكل وفي برنامج السلوك اليومي. إنها فطرة إنسانية سوية تعبر عن اشتياق الأرواح البشرية لمرفأ ترتاح فيه وتبدل ما علق بها من ضنك العيش ومشاقه. إن ارتباط العيد بالطقوس الدينية عند مختلف الديانات هو تأكيد على طبيعة العلاقة بين المرء وربه بأنها علاقة سلام ومحبة وسعادة.عيدنا عيد عبادة نتنسك فيه بإسعاد طفل، وبصلة رحم، وبإفشاء السلام والسعادة، وبتبادل التهاني التي تجمع في كل صيغها أمنيات الخير والسعادة والبركة لجميع البشر، وبإعادة بعث المحبة التي قد تخبو أحياناً وتكاد تنطفئ. فما أحوجنا إلى المحبة في جو يعمل فيه البعض على نشر الكراهية والبغض وإذكاء الفرقة بين الناس.فلنستثمر الأعياد للفرح والسعادة والراحة من كل ما يشغلنا، ولنكثر من الدعاء بالخير والسلام والمحبة والأمان. وكل عام وأنتم جميعاً بخير، وكل عيد وأنتم الأسعد.
Opinion
العيد أن تفتح قلبك للسعادة
21 يوليو 2015