من أطرف الأخبار التي نشرت خلال هذا الأسبوع؛ خبر «عممه» ما يسمى بائتلاف فبراير أرفقت به صور لشوارع تعطلت فيها السيارات، ملخصه أن «الثوار» اعتمدوا «تكتيكات ثورية جديدة» لاختطاف الشوارع وتعطيل حياة الناس وأنهم تمكنوا «من فرض إيقاعهم الثوري على شوارع البحرين وفق التكتيكات الجديدة»، حيث «شهدت بعض الشوارع شللاً مرورياً واسعاً أفقد رجال الأمن القدرة على استعادة السيطرة عليها إلا بعد مرور ثلاث ساعات»، ما يؤكد أن هؤلاء لا يهمهم لا حياة الناس ولا أي شيء، فالمهم هو أن يعبروا عن تفكيرهم المتخلف ويتسببوا في الفوضى المطلوب منهم توفيرها بأي طريقة، حيث القول إن رجال المرور لم يتمكنوا من السيطرة على تلك الشوارع التي تم اختطافها إلا بعد ثلاث ساعات لا تفسير له سوى أن من صادف وجوده في تلك الشوارع من المواطنين والمقيمين تعطل ثلاث ساعات وفقد فرحته بالعيد ولم يجد رجل دين واحد يقف إلى جانبه. ثم ما هي هذه «التكتيكات الجديدة»؟ ما الجديد فيها؟ اختطاف الشوارع لا يتم إلا بطريقة واحدة ظلوا يمارسونها كل هذه السنين، ولا نتيجة لها سوى التسبب في أذى الناس وتعطيل حياتهم وتعريضهم للخطر، فأي تكتيكات جديدة تحتاجها هذه الجريمة كاملة الأركان؟ ما يحدث هو أنهم يخرجون فجأة وهم ملثمون ويهددون السيارات التي صارت في المقدمة بزجاجات المولوتوف فتضطر إلى التوقف، خلال ذلك يتم وضع إطارات السيارات في الشارع وصب البنزين عليها ورميها بإحدى تلك الزجاجات والهروب من المكان وهم يرفعون شارات النصر. أي تكتيك جديد في هذا؟ وأي تلاعب بالألفاظ هذا الذي وصلت إليه هذه المجموعة التي ينبغي من الجمعيات السياسية، وكل من «يفترض أنه يعرف حق الناس وحق الله سبحانه وتعالى»، أن يرفضوها ويرفضوا ممارساتها المسيئة للدين الإسلامي الذي يؤكد على حق الناس في الطريق؟ هذه الممارسات المتخلفة لم تنفع طوال السنوات الأربع الماضيات، وهي لن تنفع في المقبل من الأيام والسنوات حتى لو رقص منفذوها «الديسكو» في المكان ورقص محرضوهم في كهوفهم بالمناديل، إلا إن كانوا يعتبرون أذى الناس هدفاً وغاية، لأن الأذى الذي تتعرض له الحكومة بهذا محدود ولا قيمة له، بل أنه يضر بفاعليه ومحرضيهم ويضعفهم أمام الرأي العام الذي يتوقع منهم ممارسات عاقلة لا مجنونة ومتخلفة كهذه. لو كان هؤلاء يهمهم أمر الناس لوفروا الوقت الذي يصرفونه في التخطيط و«التكتيكات الجديدة» لتنفيذ هذه الأعمال المجرمة في التفكير في عمل شيء ينفع الناس ويسهل عليهم معيشتهم وليس تعطيلهم وتعريضهم للخطروالإساءة إلى «الحراك»، ولو كان من يقف وراءهم يهمهم أمر الناس لتوقفوا عن التحريض على هذه الممارسة القميئة منذ زمن ولأعانوهم على التوصل إلى «تكتيكات جديدة» تعين على تسهيل حياة الناس وليس تعقيدها والاصطفاف مع الزمن ضدهم. إغماض الجمعيات السياسية عينها عن هذا الذي يحدث لا يعفيها من المسؤولية، وقيام هذه المجموعة باختطاف الشوارع، سواء بالتكتيكات القديمة أو الجديدة، محسوب عليها، قبلت أم لم تقبل، فهي في الواجهة وهي المصرح لها بالعمل السياسي والممثلة لـ «المعارضة»، والأمر نفسه ينطبق على «علماء الدين». حان الوقت للتوقف عن كل هذه الممارسات المضرة بالناس والمهددة لحياتهم، وحان الوقت لاعتماد «تكتيكات جديدة» تعينهم على تحمل أعباء الحياة والخروج من هذا الذي صاروا فيه غصباً عنهم. ليس بهذه «التكتيكات» تنال الحقوق، وليس بهذا التفكير يمكن محاربة دولة تمتلك القوة والعقل والخبرة والتجربة والرؤية، خصوصاً وأن العالم يرى كيف أن الدولة تمكنت في سنوات قليلة من الارتقاء بهذا الشعب وتسكينه في قائمة الشعوب المتقدمة.