ماذا بعد أن وقع الفأس في الرأس؟! ماذا بعد أن زعزعت إيران أمننا ودست أنفها في شؤوننا الداخلية أكثر مما ينبغي؟! ماذا بعد أن تجاوزتنا لعدد من الدول في المنطقة بما يتعارض صراحة مع سياساتنا الخارجية، وكانت لنا نداً في سوريا واليمن خصوصاً؟!.. لقد مارست إيران كل ما تملك من رعونة سياسية ضدنا عندما كانت العقوبات الاقتصادية واقعة عليها.إيران تكرر البشاعة المستمدة من فارسيتها، فإن كان المؤرخون في سنوات مضت وصفوا الاحتلال الفارسي لمصر بالمدمر والغاشم، والذي عبر عنه أحمد بدوي في كتاب «هيرودوت يتحدث عن مصر» بأن «ليس هناك شك في أن مصر قد كانت أيام الاحتلال الفارسي تمتحن في عزتها وكرامتها وأرزاقها وكافة أمور دنياها...»، فإن إيران قد استعادت قبح تاريخها بدرجات متفاوتة بما صنعته في العراق وسوريا واليمن والبحرين وشطر من السعودية والكويت إلى حد ما. ولو تمكنت إيران في وقت ما من الخليج العربي أو دول متفرقة أخرى من الشرق الأوسط والعالم لن يختلف طغيانها عما كانت عليه ومازالت، إن لم تتجاوز الحدود وتتخطى جميع الخطوط الحمراء بلا رادع.ماذا بعد أن وقع الفأس في الرأس؟! وبعدما كان المجتمع الدولي يتعامل معها بنوع من الحذر وكثير من التحفظ، أصبح مرضياً عليها، بعد مصافحة يمين «شيطانها» التاريخي لتأخذ باليسرى في -نفس الوقت- شرعنة مشاريعها وأنشطتها النووية، وتفتح لها أبواب السوق العالمية على مصراعيها بعد رفع العقوبات، ولاشك أن لذلك تداعيات سياسية وأمنية، سيكون الخليج العربي أول من يدفع ثمنها باهظاً.كان في باكورة التصريحات الصادرة من إيران عقب اتفاقها النووي البغيض، أن أكدت على استمرار تدخلاتها في المنطقة، بنبرة أكثر قوة وثبات أكبر، كيف لا وقد قلب لنا أقرب حلفائنا وأهمهم ظهر المجن، ليخلق وجهة تحالف جديدة تشاركه غطرسته وسطوته. في المقابل.. فإن جميع تصريحات أمريكا لتطمين الخليج العربي وقادته بالية؛ فالألفاظ تذهب سدى، والخطابات الرسمية كانت قد غمست سلفاً في السم تحسباً لنقعها وشرب الخليج المغدور لمائها.ماذا بعد أن غلقت الأبواب؟ وقد هيأت أمريكا لإيران كل فرص التمادي والتبجح والزهو الآثم، الذين سيترجمون عما قريب جداً بمزيد من إثارة الفوضى والفتن والإلقاء بالخليج العربي في التهلكة. أوليس هناك ثمة خطط بديلة أو حلول؟! أوليس هناك ثمة مخارج لأزماتنا المتعاقبة والصفعات المتتالية التي بات الخليج العربي يتلقاها ليل نهار من كل حدب وصوب؟!- اختلاج النبض..على صناع القرار السياسي أن يستفيقوا حالاً.. وأن يعملوا على تحقيق الأمن الجماعي على مستوى من الجدية والمسؤولية. أصبح لزاماً على الخليج العربي أن يعيد ترتيب أوراقه والشروع في الإعلان عن الوحدة الخليجية، وتخطي ما تواجهها من معوقات وعراقيل أفسدت كثيراً من الفرص لإيقاف الاتفاق النووي والظهور أمام العالم ككيان متحد له من الثقل والأهمية والتأثير ما يفرض احترامه والإصغاء إليه.
Opinion
باكورة التصريحات الإيرانية فجور
24 يوليو 2015