عيد.. بأية حال عدت ياعيدبما مضى أم بأمر فيك تجديدمضى زمن بعيد والأعياد لدى الأمة الإسلامية مرتبطة بالأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية ذات الحمل الثقيل على كل فرد، كيف نشعر بالعيد ونحن نرى العراق وسوريا وفلسطين واليمن تئن وتنزف؟ كل يوم يسقط فيها الشهداء، وتمزقنا هنا وهناك الطائفية والفتنة المستمرة بجميع أشكالها والخطط الخسيسة والأحداث المروعة.نعم؛ عيد بأية حال عدت يا عيد، أفرغت جيوب المواطن البحريني وتراكمت عليه الديون وقسمت الرواتب وتبخرت الميزانية، وتكابدت على قلب وكبد البحريني الأثقال؛ تسلف واستدان من البنوك قبل أن يصل معاشه ويستلمه، وأخذت البنوك تتهافت لاصطياد الفرائس في الأيام التي مضت والقادمة، حيث اضطر كثيرون للاقتراض لتلبية حاجات المواسم المتلاحقة ومواصلة الحياة مع أطفالهم الصغار، الذين تدرجوا في أعمارهم من الروضة إلى المرحلة الجامعية؛ سواء لتسديد أقساط الروضة والمراحل الدراسية الأخرى من حقائب ومستلزمات دراسية وملابس، وأيضاً الاستعداد لعيد الأضحى المبارك، عدا الاحتياج الأسري من مؤونة وغذاء وأشياء أخرى كثيرة.الكثير من الجمعيات الاجتماعية أقرت بأن العديد من الأسر البحرينية لا تجيد التخطيط السليم لميزانيتها، فلابد من التنسيق والترشيد في الميزانية حتى لا يسبب ذلك للأسر البحرينية أي أرباك، فلنقل قمنا بعمل ميزانية داخل البيت، لكن ليس بيدنا حيلة بشأن ترتيب المواسم الربانية والأعياد والأشهر، وليس بيدنا حيلة حين يتعطل مكيف أو غسالة أو ثلاجة أو سيارة، وليس بيدنا حيلة حينما يكون هناك حادث مروري أو تأمين سيارة أو تسجيل، ليس بيدنا حيلة حينما يمرض طفل في العائلة أو امرأة مسنة ولا يوجد دواء في المركز الصحي، ليس بيدنا حيلة حينما تخطب ابنتك وتريد أن تكرم أنسابك، ليس لدينا حيلة حينما يموت رب الأسرة وتصبح هناك بين عشية وضحاها أرملة وحيدة أو مطلقة، إنها أقدار ولكن هو مدخول واحد يسمى «المعاش»، والذي «ما عاش» وهو لم ير النور «لا يتزحزح ولا يرتفع».. هذا هو البحريني.ولكن كل ما نحتاجه اليوم هو شرع الله في ذلك، الصدقة، مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عملة إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، فالصدقات هي المكفرة عن الذنوب وتمسح الخطايا وتزكي صاحبها وتطهره وتسمو بنفسه، وأيضاً لزيادة التكافل الاجتماعي والتضامن بين الأفراد في المجتمع الإسلامي والعربي، ولتزكية النفس عن الشح والبخل ونجاة من العذاب، وحتى لا تكون صدقتنا مبعثرة للذين لا يستحقون، ومنهم الكثير ممن استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي في «الطرارة» المقننة، وقد كشف الكثير منهم في لعبتهم القذرة.ولتجنب ما سبق يمكننا الاستفادة من فكرة إعادة تدوير الصدقات بطريقة جديدة، والتي تقوم على تسديد قروض العوائل المحتاجة لتسهيل مهامها في الحياة وتخفيف العبء من هذه القروض المجزأة، والتي لا ينتهي قسطها إلا مع السنة القادمة، بتبني بعض المؤسسات الموثوق بها مثل الملكية الخيرية أو المبرة الخليفية بجمع الصدقات وتسديد القروض وفك الديون بضوابط وشروط معينة ومبالغ لا تقل من ألف إلى خمسة آلاف دينار للأسر المحتاجة، وفك كرب المسلمين، والأقربون أولى بالمعروف، لقول رسولنا الحبيب «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».