إلى الذين مازالوا يعيشون عقدة المظلومية وتقمص دور الضحية؛ لست أفهم التعبيرات الغريبة التي تستخدمها جمعية الوفاق من نوع «مجزرة البعثات»، وكأنه هؤلاء يجهلون المعنى الحقيقي لمفردة «مجزرة»، مع أن نظرة سريعة على أوضاع سوريا وما يحدث لشعبها على أيدي جلاوزة النظام الفارسي وعملائه، سيكتشفون المعنى الحقيقي لها. ودعوني أسألكم؛ لماذا تركيزكم ينصب على بعثات الطب دون سواها؟ستدرك أيها الوفاقي، إذا صدقت في الإجابة، أن عقدة المظلومية لديك بدت تتأكل من الداخل تآكل «الجبنة» أمام القوارض، وفي هذه الحال ستنجح في التخلص من هذه العقدة التي زرعها في ذهنك ولي الفقيه.الواضح من الحملة التي تشنها جمعية الوفاق وقياداتها وكتابها ضد الوزير الدكتور ماجد النعيمي، التركيز على بعثات الطب، وبالطبع ليس السبب في ذلك كون الطب مهنة إنسانية، فلو كان كذلك لما استنكروا تخصيص وزارة التربية والتعليم لبعثات في التمريض والأشعة والمختبرات والصيدلة، رغم أنها من ضمن المهن الإنسانية. طيب؛ لماذا لم تحتج جماعة الوفاق ضد الحاصلين على بعثة الهندسة من الطائفة الشيعية؟ وأين هذا الظلم وجميع الطلبة المتفوقين من الطائفة الشيعية -تحديداً- حصلوا على بعثات ومنح؟من الواضح من الحملة أن لذلك أبعاداً وأهدافاً عديدة، ومن الواضح أكثر أن الهدف الإنساني ليس من بينها، لأن ما حدث من هذه الجماعة إبان انقلاب 2011 يخلو من أي لمحة إنسانية، بدليل احتلال مستشفى السلمانية، وحرمان المرضى من تلقي العلاج فيه.كلنا نعلم أن الوفاق تجاوزت الأغراض السياسية المشروعة إلى أغراض يجرمها القانون، ومثلما حاولت -وما زالت- استغلال الدين لتحقيق أغراض سياسية، هي أيضاً تسعى من خلال مهنة الطب لتحقيق نفس الأهداف، ومازال عالقاً في الذاكرة خروج مجموعة من الأطباء المنتمين للوفاق في مظاهرات وهم يلبسون الرداء الأبيض، رمز ملائكة الرحمة، في محاولة لتدنيس هذا الرداء وتسييس المهنة لتحقيق أغراض سياسية.ونذكر من جملة الجرائم التي ارتكبها أطباء «جمهورية الدوار» خروج بعض المبتعثين في الأردن لدراسة الطب وهم يطالبون بإسقاط النظام الذي ينفق على دراستهم ويغدق عليهم، وتذكرون أيضاً طالبة الطب التي ادعت أنها طبيبة، وخرجت في أكثر من مقابلة تلفزيونية وهي ترتدي الرداء الأبيض وتتكلم باسم أطباء البحرين.. أزقة الذاكرة لا تفتأ تتذكر أيضاً «صلصة الطماطم» التي كان يضعها بعض الأطباء على أرديتهم البيضاء على أنها آثار دماء لقتلى ومصابين إثر قصف طائرات الأباتشي، لتثبيت «كذبة» الخبير العسكري علي سلمان آنذاك.بالتأكيد الوفاق تستمتع بلعبة المظلومية، ومن الواضح أنها لا تحاول أن تبحث عن علاج لهذه العقدة التي أوقعت شريحة كبيرة من الطائفة الشيعة في هذا الوباء، ولا أدري لماذا لا تبحث الوفاق عن المعضلة لتعالج نفسها من هذه العقدة؟ذهبت بسؤالي إلى صديقي الطبيب النفسي، وهو من الطائفة الشيعية، فأجابني بعد أن أخذ علي المواثيق والعهود بعدم ذكر اسمه خوفاً من انتقام ميليشيا الوفاق: «الغالب أنهم يستمتعون بعقدة المظلومية وتقمص دور الضحية، والمشكلة أنهم لا ينظرون إلى ما يمتلكون، بل إلى ما ينقصهم ليجدوا لأنفسهم مبرراً للعب دور المظلوم»، لافتاً إلى أنهم حالات مرضية متعبة جداً لمن حولها وبحاجة لعلاج سريع. ويضيف صديقي الطبيب: «الوفاقي ليس لديه أي نوع من الرضا، فمهما قدمت الدولة له سيظل يعيش على أنه ضحية، كونه شخصية جاحدة ولا تعترف ولا تشكر على الإطلاق، ورغم أنه قد يكون أفضل وأحسن بكثير من غيره، إلا أنه لا يعترف بذلك كونه عاش في بيئة جاحدة وحاقدة في إسقاطاتها النفسية على الآخرين.والعلاج يا دكتور؟ «نصيحة «خلها حلقه في أذنك؛ من المهم في العلاج المتبع مع الوفاقيين عدم مجاملتهم أو التعاطف معهم للحد من حالة عقد المظلومية ومحاولة علاجهم مما هم فيه من تمثيل دور الضحية!».