تزامن تفجير سترة الإرهابي مع تصريحات الوفاق على لسان أحد أعضائها، الذي خرج توه من السجن، والذي قال فيه: «لا يمكن مراجعة الخيارات السياسية، بل تراجع الأساليب والتكتيكات والآليات، تراجع هذه الوسائل في مقابل الظروف والمستجدات والفرص إقليمياً كالملف النووي الإيراني والأزمات السورية والعراقية واليمنية، إن تقبل الجمعيات بالحل التدريجي شريطة أن يكون بتصور واضح للحل الكامل وجدول زمني محدد وعلى أساس التكافؤ لا المغالبة».هذا اعتراف صريح بارتباط ما يحدث في البحرين بإيران، وربطه بالملف النووي وما يحدث في سوريا والعراق واليمن، وما هذا التفجير الإرهابي الذي وقع في سترة وأودى بحياة عدد من رجال الأمن إلا واحد من التكتيكات والآليات التي أشار إليها عضو الوفاق كاظم، أو أن هناك تكتيكات وآليات غيرها يجري الإعداد لها من قبل إيران لتنفذها الميليشيات الوفاقية التي تتبنى اليوم ميليشياتها أسماء متعددة، لكي تستنكرها وتدينها لتبرئ نفسها من الإرهاب كعادتها، وتعود لتكرر.. سلمية.. سلمية؟ هذا المدعو كاظم الذي خرج لتوه من السجن لا يمكنه أن ينطق حرفاً دون أن يستلم نصه من إيران وأمريكا، وكذلك هي الميليشيات التي نفذت العملية الإرهابية التي أعلنت تبنيها للعملية الإرهابية باسم جديد «سرايا وعد الله»، مثلها مثل حادث تفجير الديه في مارس 2014 والذي استشهد فيه اثنان من رجال الأمن البحرينيين والضابط الإماراتي طارق الشحي، والذي تبعه سيناريو الدعوة إلى الحوار الذي جاء على لسان السفارة الأمريكية في البحرين، والذي قالت فيه «يتعين على جميع شرائح المجتمع إدانة أعمال العنف والتحريض، والمساهمة في تهيئة مناخ مؤات للمصالحة»، وبعد أن بردت الساحة من قبل الجمعيات التي تقود العنف والتي أظهرت استنكارها للعملية الإرهابية هذه، وهي كما ذكرنا سيناريو متكرر، تبرد بعده الساحة وتظهر بعده أصوات تنادي بالمصالحة، وذلك بعد أن يكون هناك التكافؤ الذي أشار إليه كاظم، وهو تكافؤ الإرهابيين بقوة البلاد العسكرية والأمنية، وذلك كعادة العقيدة الصفوية التي تحل سفك الدماء في سبيل تحقيق السيطرة على الحكم.هذه العملية الإرهابية لا يجب أن تفوت كما فاتت العمليات الإرهابية السابقة بإجراءات أمنية وتنتهي وتعود الأمور طبيعية كما كانت عليه، ثم تعود عملية التحريض على الدولة والتطاول عليها من خلال الصحيفة الانقلابية التي تعمل على قتل هيبة الدولة في نظر أتباعها عندما تعاود طباعة صحيفتها اليوم الثاني، وهكذا يستمر الحال إلى أن تقدم إليهم الدولة الحلول وفق شروطهم، وكما أشار إليها الخارج من السجن لتوه بأنه يجب أن يكون حل تدريجي وجدول زمني محدد له، هذا الإملاء لا يمكن أن تقبله دولة من شخص يقود انقلاباً ضد الحكم، وبالأصل ليس هناك في العالم ميليشيات إرهابية تملي شروطها على الدول، فهل على سبيل المثال «داعش» أملت شروطها على الحكومة العراقية؟ وهل فكرت بالأصل العراق أن تفاوض «داعش» بالرغم مما حققته من انتصارات كما صورها الإعلام العراقي والأمريكي؟ وهل تفاوضت إيران مع المعارضة الإيرانية «مجاهدي خلق»؟ ألم تقصفهم بالطائرات والصواريخ في معسكرهم في العراق؟ ألم تشتتهم وتشتت عوائلهم؟ ألم تعدم أبناءهم وتذبح رجالهم؟ هذا ما تفعله الدول التي تدعو البحرين للحوار والمصالحة وتقديم التنازلات وإشراك الإرهابيين في السلطة وإدارة الحكم في البلاد.نتمنى اليوم كما كنا دائماً من قبل ألا تفوت أي عملية إرهابية ضد رجال الأمن وإن لم يسقط فيها ضحايا، وأن نخرج من طور الإدانة والاستنكار إلى إجراء أمني صارم حازم مثل عاصفة الحزم ليتناسب مع الجرائم الإرهابية التي تقترفها الميليشيات الصفوية التي تطالب بالحكم، كما نتمنى أيضاً أن تعلن الدولة الحداد كما أعلنته عندما سقط أول إرهابي في المؤامرة الانقلابية، وأن تتخذ التدابير لحماية رجال الأمن ونقاط التفتيش كما اتخذت الاحتياط الأمنية للمساجد لمجرد تهديد، وتم على إثر هذا التهديد تشكيل لجان لحماية المساجد.رجال الأمن اليوم يتعرضون لإرهاب مسلح ويجب أن يتم تسليحهم، فهم يواجهون إرهابيين مسلحين بأحدث الأسلحة، فلا يمكن أن يظل رجل الأمن المستهدفة حياته بمسدس طلقات مسيل الدموع، إنه عدم التكافؤ بين إرهاب ميليشيات مسلحة مقابل رجل أمن يركب في باص أمن بشباك يحميه من الحجارة، ولا يحميه من القنابل والرصاص وسط القرى التي يستوطن فيها الإرهابيين. رحم الله شهداء الواجب وقطع أيدي من سفك دماء رجال الأمن.
Opinion
قطع الله اليد التي سفكت دماء رجال الأمن
29 يوليو 2015