رفعت الأقلام وجفت صحف الاتفاق النووي الإيراني، متمخضةً عن فتح أسوار الحدائق الإيرانية التجارية للمستثمرين المتهافتين من الشرق والغرب، يتصدرهم ألمانيا وفرنسا وباكستان.تعول السعودية على مفاعلها النووي القادم مع باكستان، المشروع الذي كرست له جهوداً بالغة مؤخراً وأموالاً طائلة، ولكن يبدو أن الانفراج الاقتصادي الإيراني لم تدرس تبعاته بما يكفي على السوق العالمية، ولاسيما في الجوار الإيراني، فماذا وقد خرجت باكستان في طليعة المرتمين في أحضان السوق الإيرانية لإنشاء مشروعات في مجال الطاقة وتحديداً «خط أنابيب الغاز الإيراني» والذي سيجلب ما قيمته 2.5 مليار دولار من الغاز الإيراني سنوياً للاقتصاد الباكستاني المتعطش للطاقة؟ فما مدى الضمانات المتحققة للمملكة العربية السعودية من استمرار باكستان في مشروع، إنما هو في الأصل قام من أجل مواجهة مشروع مشابه سبق أن قامت به إيران «المفاعل النووي»، في الوقت الذي يمكن لباكستان أن تنهل من تلك السوق الجديدة الكثير.هل ستكون باكستان قادرة على الموازنة في علاقاتها الاقتصادية القادمة وما سيترتب عليها من تداعيات حتمية في المجال السياسي؟! هل يمكن التعويل فعلياً على باكستان مظلة نووية للخليج العربي؟! ما احتمالات التعاون المستقبلي بين إيران وباكستان في المجال النووي؟ ما البدائل المطروحة للخليج العربي والمملكة العربية السعودية إذا ما نكصت باكستان على عقبيها هي الأخرى؟!! أهناك ثمة فرص أخرى مع دول أخرى يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها فعلياً؟! لاسيما وأن الخليج العربي برمته لا يملك المقومات الحقيقية لتأسيس مشروع نووي مستقل.كل هذه الأسئلة أجدها جديرة بأن تطرح وبصفة عاجلة على مائدة النقاش الخليجي الزاخرة، والتي اكتظت في الآونة الأخيرة خصوصاً بصنوف القضايا الساخنة من مطابخ سياسية عالمية وإقليمية عدة، لابد من التركيز وتوحيد الجهود، والعمل فعلياً على إيجاد مخارج عملية وواضحة، والشروع فوراً بتنفيذ المرئيات والخطط التي تتمخض عنها الاجتماعات واللقاءات الخليجية المأمولة. - اختلاج النبض..يبقى أن عدد العمالة الباكستانية التي هاجرت من باكستان للعمل في دول الخليج الست خلال السنوات الأربعين الماضية يقدر بـ4 ملايين نسمة يوجد منها 2 مليون ما زالوا يعملون بهذه الدول فيما عاد مليونان إلى باكستان، فضلاً عن ملف الدعم السخي الذي تتحصل عليه باكستان من الخليج، وخصوصاً السعودية، أعتقد أن التذكير والتلويح بمثل هذه المكاسب لباكستان بات ضرورة لا مناص منها.
Opinion
عودة كنز كسرى تغري باكستان
31 يوليو 2015