لقد كان التفجير الإرهابي المؤسف والجبان الذي استشهد فيه اثنان من رجال الأمن وأصيب ستة آخرين محل استنكار وإدانة الجميع في داخل المملكة وخارجها، وهذا العمل الإجرامي ليس الأول ولن يكون الأخير إذا لم يتم التعامل بحزم مع المحرضين الذين يستغلون المنابر الدينية في شحن عقول الشباب والتغرير بهم ليكونوا أداة بيد التنظيمات الإرهابية التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين، وبالتالي الدولة اليوم مطالبة بقطع يد الإرهاب من جذورها وتجفيف منابعه ومحاسبة من يقف وراءه قولاً وفعلاً، وهذا ما أكده سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء عند زياته لرجال الأمن المصابين جراء التفجير الإرهابي.حقيقة لقد نفذ صبر الشعب الذي تعب وهو يطالب بتطبيق القانون وإنفاذ الأحكام القضائية التي صدرت بحق من أزهقوا أرواح رجال الأمن وإقامة شرع الله فيهم بالقصاص، فهو عبرة ورادع لمن تسول له نفسه الإقدام على أي فعل إجرامي وإرهابي مشين، كالذي حدث في منطقة سترة، وإلا فإن تفجيرات عدة سوف تقع لا سمح الله وسوف يقتل رجال أمن آخرون، وهذا ما حذرنا منه سابقاً؛ فمن أمن العقوبة سوف يتجرأ ويقوم بما هو أكثر من ذلك.فالأمن يجب أن يكون هو الخط الأحمر الذي يجب عدم التساهل به، فمتى ما انفلتت زمام الأمور وتم تهديد الاستقرار والأمن الاجتماعي في أي بلد فإن إعادة البوصلة صعب، ولنا في دول ليست ببعيدة عنا عظة وعبرة، فكل دول العالم تتصدى بقوة لمن يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار وتواجه ذلك بلغة الحسم والحزم بلا تردد لحماية الأمن القومي لها، وهذا ما يجب على البحرين القيام به اليوم قبل غدٍ، ليرتدع هؤلاء الإرهابيون والمحرضون من ورائهم.إن كلمات سمو رئيس الوزراء لرجال الأمن تدل على مدى حرصه وخوفه على أرواحهم حين قال وأكد بأنه معهم وسيستمر معهم ويقدم لهم الدعم والإسناد ليواصلوا عملهم في توفير الأمن والحفاظ عليه، فالبحرين وأمنها وسلامتها مسؤولية الجميع، ولن يقبل أي مواطن مخلص محب لوطنه أن يستمر هذا التخريب والإرهاب الذي يضرب بالمملكة منذ 2011 وحتى اليوم، ولابد من إيقاف مسلسل العنف ووضع حد له واقتلاع هذا الإرهاب من جذوره حتى لا يكون منهجاً وفكراً لأي جماعة أو فئة.وخلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء لرجال الأمن، وهي ليست بغريبة على رجل دولة يعتصر قلبه ألماً وهو يرى أبناءه من رجال الشرطة قد قضوا في هذا التفجير وأصيبوا جراءه، كانت التوجيهات من سموه قد صدرت للمسؤولين في وزارة الداخلية بتوفير أفضل المعدات المتطورة والمستلزمات لحماية سلامة رجال الأمن من المخاطر التي تحيط بهم أثناء تأدية واجبهم الوطني، خصوصاً وأن العمليات الإرهابية قد تطورت وأصبحت نوعية وأخذت منحى جديداً في الأسلوب والطريقة، وحتى المواد المستخدمة في تصنيع القنابل والمتفجرات والتي أصبحت تصل لهؤلاء الإرهابيين من إيران.- همسة..مهما يحدث فإن البحرين عصية على من يضمر لها الشر، وسوف تنتصر بإرادة شعبها على قوى الشر والإرهاب التي لا تريد الخير أو الاستقرار لمملكتنا العزيزة على قلب كل بحريني وطني غيور مخلص لتراب هذا الوطن.