منذ عام 2000 وشعب البحرين كله شيعته وسنته يطالبون حزب الدعوة البحريني الذي تحول إلى حراك سياسي ممثلاً في مجلس علمائي وجمعية وصحيفة، بالابتعاد عن الخط الإيراني والابتعاد عن الإرهاب والعنف وقطع العلاقة معهما، لكن الحزب أبى إلا أن يبقى على حبله السري موصولاً مع هذا الجناح.بل لم يكتفِ بالحبل السري محلياً إنما ساهم هذا الحزب بامتداد الخط الإيراني امتداداً دولياً ومنحه الغطاء الحقوقي والغطاء السياسي وضمه معه في حزمة واحدة كان فيه أفندية الحزب محامو الشيطان في الخارج، ولم تفلح كل محاولات الفصل والعزل التي قامت بها الدولة وقام بها الحراك الشعبي للفصل بين مؤسسات الحزب القانونية وبين التنظيمات الإرهابية الممولة من إيران، رغم كل الاختلافات بينهما ورغم احتداد هذا الخلاف إلا أن العروة وثقى بينهما تعيد اللحمة في كل مرة من جديد، واليوم لم يعد هناك جدوى من تبرؤ الحزب من استخدام مادة السي فور في التفجير الأخير، فقد أسبغ الحزب الشرعية الدينية والسياسية على القتل منذ عام 1995 حين أغلقت التنظيمات الإرهابية باب المحل على سبعة من الآسيويين أحرقوهم أحياء، وحين اغتيل رجل الأمن السعيدي قرب بيته وهو عائد من عمله. (أفرج عن القتلة في العفو العام وقبض عليهم عدة مرات في أعمال عنف لاحقة).صلح الحزب مع «الدولة» كان مشروطاً، حين وافق على الميثاق الوطني وصوت عليه كان على شرط امتلاكه للسلطة التشريعية كاملة، كان يسعى لتقاسم الحكم مع الأسرة، وأي تسوية تقلل من هذه الخلاصة كانت مرفوضة، إذ أصر الحزب على تمثيله لشعب البحرين كافة بتوزيع للدوائر يثمر بهذه النتيجة وبالسيطرة التامة على الجماعات الشيعية، حتى شيعة البحرين من غير هذا الحزب طالهم إرهاب وعنف هذا الحزب حين أعلنوا رفضهم لنهجه، وللعلم لم تحمهم الدولة و لم تساعدهم الدولة بل تركت الحراك داخل الطائفة الشيعية دون تدخل، فأعلن هذا الحزب وبدعم إيراني وأمريكي أنه يمثل هذا الشعب البحريني دون استشارته، وحين رأى أن سيطرته قيدت بمجلس للشورى نقض العهد واستأنف حربه على الدولة استأنف صراعه مع الحكم ومع الشعب معاً منذ عام 2000 إلى اليوم واضعاً يده في يد التنظيمات الإرهابية مقدماً له كل الدعم حتى البرلماني منه حين فاز بثمانية عشرمقعداً ونائباً للرئيس!استمرت حربه على الدولة حتى بعد أن سمح له بالعمل السياسي المشروع في ظل الدولة ودستورها عام 2000 ، بل ترك ليتمدد ويتوسع حتى أصبح دولة داخل الدولة وخارج إطارها الدستوري والقانوني والشرعي ومع ذلك لم يمس حتى بعد محاولاته لإسقاط النظام والانقلاب على الدستور الذي أقسموا على حمايته رغبة من الحكم بمنحه الفرصة تلو الفرصة حتى طالت الفرصة إلى خمسة عشر عاماً!!!! ورغم كل بوادر حسن النوايا التي منحت لهذا الحزب عله يقطع حبله السري مع إيران وفرقها الإرهابية العنيفة إلا أنه عجز عن اتخاذ هذه الخطوة، فشكلت مؤسساته المرخصة وفق القانون البحريني مظلة وداعماً لوجستياً للفرق الإرهابية على مدى خمسة عشرعاماً، مضت عليه فترات لا يصدر بياناً ضد الإرهاب إلا بضغط من الحلفاء الغربيين لحثه على الابتعاد عن هذه التنظيمات، فيصدر البيان ويتبعه دافع مستميت وحملة إعلامية وحقوقية مساندة نافحت عن كل أعمال الإرهاب محلياً ودولياً وأظهرته على أنه حراك سلمي مشروع ومطالب إصلاحية بسيطة، حتى بعد أن استشهد أكثر من 14 رجل أمن وأصيب 2300 رجل أمن 85 منهم بعاهات مستديمة مع العلم أن هذه أرقام السنوات الأربع الأخيرة فقط من عمر الحرب على الدولة، لم تغير مؤسسات الحزب من نهجها.خمسة عشر عاماً تكتفي مؤسسات الحزب ببيانات ضد الإرهاب ثم تعمل ليل نهار لتوفير كل مقومات وبيئة الإرهاب على الجانب الآخر ولولا هذا الدعم وهذه البيئة الحاضنة لما تمكن الإرهاب من الاستمرار منذ 1995 إلى اليوم ولما تصاعد الإرهاب حتى وصل إلى مادة السي فور.الجلسة الوطنية التي وقف فيها الشعب قبل ثلاث سنوات و طالب فيها الدولة بوقف ومصادرة مؤسسات هذا الحزب، وقفت عند مؤسسته الدينية فقط التي أغلقت بأمر قضائي، وتركت المؤسسة السياسية والإعلامية علهما تدركان حجم جريمتهما في حق هذا الوطن وعلهما تعودان لصوابهما ولكن هيهات، استمرت هاتان المؤسستان بمهامها وتشكيل غطاء حماية للأعمال الإرهابية من خلال عملية تضليل وتشويه للحقائق مستمرة دون انقطاع ودون كلل لإبعاد كل الشبهات عن التنظيمات الإرهابية.لسنا ضد وجود مؤسسات تدعم أي نشاط سياسي فالعمل السياسي مشروع في البحرين، لسنا ضد قيام حزب سياسي معارضة، وصحيفة سياسية تنتهج خط المعارضة، بل نتمناها، فهي الوحيدة القادرة على كبح جماح وتغول السلطة التنفيذية ونريدها معارضة شرسة تجعل عمل السلطة التنفيذية على صفيح ساخن، (فلا تخلطوا الأوراق كعادتكم) إنما ما تقوم به مؤسسات حزب الدعوة هو خلط لهذه الأوراق معاً فالمعارضة الوطنية لا يمكن أن تقوم بما قامت به هاتان المؤسستان بدعم الإرهاب لوجستياً كما فعلت.لهذا .. بعد خمسة عشر عاماً من المحاولات لقطع الحبل السري بين المؤسستين السياسية والإعلامية مع التنظيمات الإرهابية فقدنا الثقة في أي بيانات تنديدية تصدر من أي من هاتين المؤسستين، وكل خشيتنا أن نفقد الثقة في قيام الدولة بدورها في قطع دابر هذا الحزب وإنهاء أبشع فصول العنف والإرهاب في تاريخ البحرين منذ الاستقلال إلى اليوم، فهناك البعض مازال يأمل خيراً في هاتين المؤسستين ويعتقد أنه ربما ... ربما ... لانهما يرتديان البدلات وربطات العنق ويتحدثون اللغة الإنجليزية .. ربما يؤمنون حقاً بمبادئ الديمقراطية وينبذون العنف !!