سؤال يتكرر دوماً بعد كل حادث إرهابي في البحرين؛ لماذا يندفع بعض الشباب لتنفيذ أعمال إرهابية لصالح إيران؟ ما الذي تفعله إيران وكيف تتمكن من التغرير ببعض الشباب؟لا تستعجلوا.. ستجيبكم على هذه الأسئلة قصة طريفة تعود لبداية ثمانينات القرن الماضي، وتحديداً بين العامين 1980-1982، في هذه الفترة كانت الحرب العراقية الإيرانية مستعرة، وكان العراق يحقق انتصارات برية كبيرة جعلت بعض مناطق الأحواز العربية المحتلة تحت سلطته، وكما هو معلوم فإن كثيراً من الأحوازيين نراهم متأثرين بثقافة الملالي بسبب الاحتلال الإيراني لأرضهم، فكان من أوليات العمل هناك محاولة تغيير هذه الثقافة وتحرير الناس هناك من التبعية الفكرية لإيران، يومها لم تعالج الحكومة العراقية هذه الإشكالية بواسطة الفكر الإسلامي وتجنبت الدخول في الحديث عن السنة والشيعة، لكنها استخدمت الفكر العربي والقومي وسيلة لحل هذه الإشكالية لاعتبارات عدة أهمها أن أهل الأحواز عرب والخلفية الفكرية للحكومة العراقية هي القومية والبعثية، لذا عملت على التثقيف القومي بواسطة بعض الأشخاص الذين وظفوا لهذا الغرض، من بين هؤلاء رجل يقول تعرفت على أحد الأحوازيين البسطاء وأخذت أحدثه عن القومية العربية، وكيف أن ملالي قم وطهران تسلطوا عليهم، وكنت ألتقيه في الشارع كلما سنحت الفرصة فنسير على الأقدام مسافات نتحدث.بعد أسابيع عدة شعرت أن الرجل تقبل الكلام وتجاوب معي كثيراً، حتى أني كتبت تقريراً ذكرت فيه أن الرجل أدرك خطورة الملالي الذين جعلوا منه ومن أهله أسرى لفكرهم، وسأكتفي بلقاء أخير معه، وفعلاً حصل بيني وبينه اللقاء الأخير، وبينما نحن نسير في طريق لم ندخله من قبل، فإذا بالرجل يخلع نعليه ويضعهما تحت إبطه ويسير حافياً! فقلت له لماذا خلعت نعليك؟ قال لا أستطيع السير بهما على هذه الأرض، لأن وكيل السيد مر من هنا!لقد ذهبت أسابيع من التثقيف والتحذير أدراج الرياح عند أول اختبار، وتبين أن الرجل يعيش ثقافة تسيطر على عقله الباطن، فهو لا يقدس الملالي أو السيد فحسب، وإنما يقدس وكلاءهم أيضاً، والسبب في ذلك هو التربية التي عاشها منذ الصغر.هذه القصة تكفي للإجابة على الأسئلة أعلاه، فإيران ليست سخية مع عملائها ولا تستطيع توفير الحماية اللازمة لهم كما هو حال أمريكا وإسرائيل، فلم يبق إلا التربية؛ هي التي تجعلهم يسلمون أنفسهم وعقولهم لإيران، لقد نجح الملالي في فرض ثقافة على بعض المجتمعات جعلتهم يربون أولادهم منذ الصغر عليها ومنها ثقافة المظلومية، وأن إيران هي المدافع الوحيد عنهم، فالذين يدينون بالولاء لإيران -موزعين على أكثر من دولة- كلهم يدعون المظلومية، وهذا الادعاء قد يقنع البعض إذا صدر من الذين يعيشون في دولة واحدة أما أن يدعي كلهم ذلك فهذا غير مقنع، بل أكثر من ذلك ففي العراق الذي سيطروا عليه وأصبحوا ظالمين فيه مازالوا يدعون المظلومية.أخيراً أقول للذين يوالون إيران في بلادنا تحرروا من أسر إيران لكم وأعيدوا النظر في تربية أولادكم، إن لم يكن من أجل البحرين فمن أجلهم.