قال حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أحد مؤلفاته مقولة رائعة وهي «نحن نعمل وغيرنا يتحدث»، كما قال أيضاً «نحن كقادة مهمتنا هي تحقيق الصالح العام وإسعاد الناس؛ ولا يمكن إنجاز هذه المهمة دون مشاركة الناس؛ لذلك نعطي الأولوية للتنمية البشرية وهي محور رئيس في رؤيتنا»، هذه الحكمة بالفعل تنطبق على ما قام به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ببنائه لقناة السويس الجديدة. إن هذا الإنجاز الرائع يعد بصمة وعلامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، فكما قال الرئيس السيسي في كلمته الارتجالية الرائعة التي وجهها إلى الشعب المصري هي أن الفكرة مصرية والأيدي العاملة مصرية ورؤوس الأموال مصرية.وأن هذا المشروع وجد من أجل المصريين؛ وبأنه سيضع يده في يد المصريين لمواصلة مشوار الإنجاز والعطاء والتغلب على من يريد السوء بمصر، وحث جميع المصريين على الوحدة من أجل مواجهة خطر الإرهاب لبناء مصر قوية عصية على أي أحد ينوي الإضرار بها وبمكتسباتها الوطنية.سنة هي الفترة التي أمر السيسي القائمين على المشروع لإنجازه، وها قد صدق السيسي وعده وافتتح قناة السويس بعد عام واحد فقط، كما وعد شعبه، وهي فترة قياسية لإنجاز هذا الصرح.لن أتحدث هنا عن العائد الاقتصادي الذي سيعود من وراء بناء قناة السويس الجديدة؛ فالأرقام والإحصائيات تؤكد طفرة في زيادة معدل الأرباح لهذه القناة؛ بل سأتحدث هنا عن الأثر النفسي من وراء هذا المشروع على المواطنين المصريين.حيث لا يغفل أي شخص متتبع لما يدور في مصر حالة الانكسار النفسي الذي عاشه المصريون على مدى عهود طويلة، حتى بعد ثورتهم التي كانوا يأملون من ورائها الكثير والتي زادت انكسارهم بانتخابهم غير الموفق، ومن زار مصر بعد الثورة سوف يفهم ما أرمز إليه، إلى أن جاءهم السيسي بحزمة من الوعود والآمال التي تقاسمها مع شعبه بصراحة وشفافية غير معهودة.وها هو هذا القائد الفذ ينفذ أولى وعوده للمصريين ويعدهم بالمزيد من الرفعة لمصر وأبنائها، وها هو هذا القائد يرفع الحالة النفسية لشعبه ويشحذ فيهم الهمم ليعود المصريون كما عهدناهم «خير أجناد الأرض»، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض»، فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».فهنيئاً لمصر هذا الإنجاز العظيم.. وهنيئاً لشعب مصر بهذا القائد المنجز المحب لوطنه وشعبه.. وها نحن نترقب المزيد من الإنجازات لهذا القائد الحق ولهذه الدولة العظيمة، والتي تعد عمقاً استراتيجياً ومرتكزاً مهماً في الوطن العربي والإسلامي وفي العالم أجمع.