إيماننا بقضيتنا وانتماؤنا لهويتنا البحرينية الأصلية، فقد تربينا على مبادئ الإسلام الصحيحة والحرية والعدالة، تميزنا عن الغير بطيبة القلب والكرم والعلم، وكنا وما زلنا منارة العلم والثقافة، لأننا بحرينيون فكراً ومنهجاً وخلقاً وسلوكاً وهدفاً.كل هذا يحفزنا أن نفتح كل يوم صفحة جديدة في دفتر حياتنا وسجل تاريخنا ومسرح حضارتنا؛ نسطر بها راية العمل والتطور والتنمية والعلم أمام كل انفجار وأمام كل إرهاب وأمام كل مولوتوف وتخريب، خسئ الإرهاب فنحن شعب لا نخضع للإرهاب الفكري أو الديني المتطرف أو الرجعي أو السلطوي الدكتاتوري، وخسئت إيها الإرهابي فنحن شعب لا نخاف من التهديد، فنحن المنتصرون وليخسأ كل إرهابي متخلف، الحياة لنا، والعلم لنا، والفكر لنا، فنحن صناع الحضارة وصناع الحياة.الدين الإسلامي في الأساس منهج الحياة والمجتمع الإنساني، وغايته تحمل معاني الأمن والسلام والعدل وتوفير الحياة الكريمة، لكن استغلال الدين لتدمير الإنسانية واستهداف رجال الأمن لقتلهم وتدمير حياتهم وحياة أسرهم ونشر الفوضى باسم الحرية والمطالبات، فكل ذلك لا يمت للإسلام بشيء.التحدي هو مفتاح الحياة، وهو سر التقدم والتفوق والنجاح وسر حضارات الشعوب، والتحدي لا يعني بالعداء ومعاكسة الظروف أوالانقلاب والخروج عن القانون والنظام، أوالمواجهة من خلف شاشات الكمبيوتر بالسب والقذف أو بالألسن الرنانة المؤقتة للظهور، وإسقاط الضوء عليهم لمآرب أخرى. أذكر قصة ما زالت عالقة في ذاكرتي عن مزارع هولندي يدعى «فن» هاجر إلى جنوب أفريقيا للبحث عن حياة أفضل، وكان قد باع كل ما يملك في هولندا على أمل شراء أرض أفريقية يحولها لمزرعة ضخمة، وبسبب جهله وصغر سنه؛ دفع كل ماله في أرض جدباء غير صالحة للزراعة. وليس هذا فحسب؛ بل اكتشف أنها مليئة بالعقارب والأفاعي السامة، وبينما هو جالس يندب حظه خطرت في باله فكرة رائعة وغير متوقعة؛ لماذا لا ينسى مسألة الزراعة برمتها ويستفيد من كثرة الأفاعي لإنتاج مضادات السموم الطبيعية، فحقق نجاحاً سريعاً بحيث تحولت زراعته إلى أكبر منتج للقاحات السموم في العالم!هذة القصة أهديها لكل عاطل يندب حظه؛ فأحلامنا المحطمة سرعان ما تتحول إلى بدايات مختلفة وفرص غير متوقعة، وما نكرهه الآن سرعان ما يتحول لمصلحتنا غداً. هذا هو التحدي؛ التحدي الذي يبدأ من قلب بالإخلاص لديرته ولاؤه ثابت غير متأرجح، التحدي يتجلى بأبهى صورة في عمله في الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة تاركاً المهاترات في المجالس اليومية بإسقاط اللوم على الآخرين.من أراد التحدي لهؤلاء الإرهابيين ما عليه إلا بالتحدي الذي لا يأتي إلا بردع النفس عن اللهو وحب التملك وكثرة النوم والكسل وضبط النفس عن ملهاة الدنيا، ويشمر ساعديه لخدمة وطنه، ويكرس نفسه للعمل التطوعي ويقبل على ساحات الفكر والرياضة والبحث والدراسات والإخلاص بالعمل.وهذا ما أكد عليه سمو رئيس الوزراء الموقر -حفظه الله- في مجلسه الأسبوعي الماضي، حيث أكد أنه من الواجب عدم الالتفات والتأثر بالأعمال الإرهابية، فالبحرين سائرة في مسيرتها التنموية، ولن نسمح لأحد أن يعطلها أو يحيدها عن أهدافها، ومن يلتفت إلى أي ما مضى فلن ينجز ولن يصل لهدفه.
Opinion
التحدي الأكبر.. بيدكم
09 أغسطس 2015