خبر احتفال جمهورية مصر العربية بقناة السويس الجديدة أسعدنا كثيراً، فالشعب المصري الأبي كان في تحدٍّ كبير، فالشقيقة مصر ستبقى دائماً شمس الدول العربية، وستظل دائماً بمثابة «البيت العود» لنا، سعدنا بهذا الانتصار، ففرحة إخواننا المصريين من فرحتنا، وإنجازهم وتقدمهم من تقدمنا.الحقيقة أننا بحاجة إلى هذا الفرح وبحاجة إلى قوة وإرادة عربية كإرادة شعب مصر، تجمعنا وتوحد صفوفنا، كما فرحنا قبلها بإرادة دول الخليج في عملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل بعد ذلك، ولكن شاء الله أن تنقسم مشاعرنا ما بين الفرح والحزن الذي خيم علينا من جديد بعد أن لعب الإرهاب مرة أخرى وغدر بالمصلين في مسجد قوات الطوارئ في عسير بالمملكة العربية السعودية، رحم الله شهداء المسلمين في كل مكان، هذا التفجير الذي تبنته جماعة داعش أشبه بالبيان الواضح بأن داعش لا تستهدف الطائفة الشيعية في دول الخليج، كما يتداوله البعض، بل إن كل من يعارض أهدافهم مستهدف ولكن عدا إيران وإسرائيل، وإلا لكانت داعش أعلنت الجهاد على الصهاينة، وكممت أفواه من يتعدى على صحابة رسول الله وزوجاته.أما في البحرين فعزاؤنا عظيم، نحن مستهدفون من جميع الجهات، الإرهاب الفارسي من جهة يستهدف قوات الأمن ويستهدف أمننا واستقرارنا واقتصادنا ولحمتنا الوطنية، وداعش من جهة أخرى، وتآمر بعض المنظمات الدولية علينا، مصابنا عظيم في استشهاد الإنسان العربي المسلم، في مؤامرة غادرة من الإرهاب الذي يعشعش في ظلمة الجحور كظلمة وسواد قلوبهم على الشعوب الآمنة.يزعجنا هذا التجرد الإنساني، عندما يرقص الإرهاب على جثث الضحايا ودماء الآمنين، ويزعجنا كذلك هذا التصنيف في موت الإنسان، فمتى كان موتى المسلمين يصنفون حسب مذاهبهم وطوائفهم بين قتلى وبين شهداء، وكأنهم يقولون «قتلانا في الجنة وموتاكم في النار»، تصنيف غير عادل حتى في من نفذ عملية التفجير في مساجد الشيعة بأنهم في النار، ومن يفجر ويقتل رجال الأمن في البحرين في الجنة، يعزفون على قيثارة الموت، فجميع من يموت من «صوبهم» شهداء، ومن يموت منا مجرد قتلى، هل أصبح بنو البشر يملكون صكوك الجنة يدخلون الخميني الجنة وصدام النار؟قضية فلسطين المغتصبة والعدو الصهيوني لم تعد قضية العرب الوحيدة، بل بات تحالف ولاية الفقيه مع بني صهيون ضد العرب هو قضيتنا، وكل الشواهد والفوضى في البلاد العربية ناتجة من هذا التحالف الشيطاني ضد العرب والمسلمين، كل الدول العربية تضررت من الإرهاب باستثناء إيران وإسرائيل، بالرغم من أنهما جزء من الشرق الأوسط، ولكن يبدو أن تهديدات إيران لإسرائيل ووعيدها هي نكتة ما قبل النوم أو شفرة في ما بينهما. فمعظم الدول العربية في فوضى عارمة؛ فالمكان إن دمر فيمكن أن يعمر ويبنى من جديد، ولكن إن وجهت سهام الغدر إلى اللحمة الوطنية تمزق النسيج ولربما احتاج إلى وقت طويل لتهدأ بعدها الجراح، العراق اغتصبت وإيران لن يمسها سوء لا من بعيد ولا من قريب، سوريا تغرق في دماء الأبرياء وإيران وإسرائيل لم يصبهما أذى، اليمن ولبنان ودول الخليج تناوشهم إيران وتصدر إرهابها لهم، ولم نسمع بمنظمة دولية واحدة أوقفت إرهابها الصريح، وهذا ما يجعل إيران تنبح وبكل وقاحة وتقوى شوكتها، كما هو الحل بالنسبة لإسرائيل، فهي الدولة الوحيدة المستفيدة من الفوضى في الشرق الأوسط، ازدهار عمراني وتسلح نووي واغتصاب كل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، والعرب في حال يرثى لها من هذا التآمر، العقول الراجحة وحدها تميز هذا اللعب الثقيل، ولا تلعب على وتيرة قتلانا وقتلاكم.