مسؤول عسكري إيراني كبير يصرح لوكالة فارس الإيرانية بالأمس «لا حاجة لإيران بالجيوش لتنفيذ مشروعها بل تحتاج فقط لتهيمن على عقول من يهيم حباً بها» ونزيده من الشعر بيتاً إيران لا حاجة لها حتى بالنووي أيضاً، وما النووي إلا «لهاية» يلهى بها المجتمع الدولي لينشغل عن الجيوش التي تعد خارج حدود إيران السيادية.ورغم أن هذين السلاحين «الجيش والنووي» تحتاجهما أي دولة لها مشروعها التوسعي كإيران التي تحلم كإسرائيل بالوصول للبحر الأبيض المتوسط واحتلال الجزيرة العربية، إلا أن إيران تقر أنها لا تحتاج لجيوش بل تحتاج -كما قال وأكد المسؤول العسكري- لأجساد بلا عقول تنقاد كالبهيمة تقوم نيابة عن جيوشها بتنفيذ مشروعها.كما أكد حسين سلامي مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني بحسب ما نقلته وكالة فارس الإيرانية أن إيران لا تعترف بالحدود السيادية للدول، فهي تخترقها حين تغسل عقول الشباب الشيعة العرب وتهيمن على الفراغ العقلي الذي تتركه لهم فتقود جحافل بشرية بلا عقل عن بعد. «سلامي» إذاً لخص الحقيقة التي تنكرها قطعان التبعية عندنا وفي بقية الدول العربية، حيث قال إن إيران حين تسيطر وتهيمن وتقود «العقول» فإنها تستطيع أن تحتل هذه الدول. فالمسؤول لم يقل شيئاً جديداً، فها هي جيوش إيران «الخالية من العقل»، والتي أعدتها بخطط طويلة الأجل منذ زمن طويل يسبق الثورة الإيرانية وبصبر كصبرها على نسج سجادها العجمي، تقوم بما تمليه عليها في البحرين أولاً وفي بقية العواصم العربية الأخرى التي نشطت فيها الهيمنة الإيرانية على عقولهم ومولتهم بالمال والسلاح.إيران نسجت خطتها التوسعية وبدأتها بالهيمنة على كل مراكز «شحن العقول» في الطائفة الشيعية في الدول العربية، فليس هناك مأتم أو حوزة في الجنوب العراقي إلا واستحوذت عليها إيران بالمال والإرهاب، بالترغيب والترهيب، وحولت الثقل الديني من النجف وكربلاء إلى قم، بعد أن ضخت المال والرجال في هذين المركزين اللذين تحولا لتابع بعد أن كانت لهما القيادة، فلا يمكن أن يصل أي من المراجع الدينية إلى رتبة «آية الله» اليوم ما لم يكن فارسياً، وهذه حقيقة يعرفها كل الشيعة، اقرأ كتاب «أمالي السيد طالب الرفاعي».ثم وضعت لها في كل عاصمة عميلاً وخادماً ووكيلاً ممن يحمل جنسية البلد وتكفل هو بالباقي، ثم بدأت بعد ذلك تعمل على خلق قيادات من «الأفندية» غير المعممين من ذوي الأصول الفارسية أيضاً ليتولوا قيادة مراكز «شحن العقول» المدنية، كقيادات الصحف، والقنوات الفضائية، والإذاعات، وأخيراً قيادة وسائل التواصل الاجتماعي، وقيادات خطوط التماس الدولي «منظمات وشبكات».إيران لديها المشروع وتخصص له الموازنات «انظر لموازنة حرق الإطارات فقط في البحرين التي نشرتها صحيفة «الوطن» أمس في صفحة 7 والتي بلغت أكثر من أربعة ملايين دولار خلال السنوات الأربع الأخيرة بمعدل مليون دولار سنوياً فقط لحرق الإطارات، فما بالك بتمويل ترهيب باقي الأسلحة الأخرى»، إيران تحسبها مليون دولار + جحافل كالبهائم بلا عقول يغنونها عن خسائر «بشرية» إيرانية وجيش جرار، فلم تحتاج لجيوش؟إيران تضع لمشروعها الخطط العشرية وتخصص له لجاناً تخضع جميعها للمرشد الأعلى وقائد القوات المسلحة، فماذا لدينا نحن.. هذا هو السؤال؟ما هو مشروع الدولة لتحرير عقول هذه الجحافل من قيادات «الجيش» الإيراني غير الرسمي، غير الإيراني، العربي «المعممة منهم وغير المعممة» المهيمنة على مراكز شحن العقول؟ ما هو مشروعها لتحرير تلك المراكز من هيمنة هذه الأيادي المنزوعة الوطنية؟ ما هي بدائلها؟ ما هي تشريعاتها؟ ما هي رؤيتها لهذه الجحافل التي نزعت منها الهوية ونزع منها الانتماء فخرج جيل لا يعرف البحرين ولا يعرف الخليج ولا يعرف العروبة، جيل يتطوع للعق حذاء المرجعية الإيرانية الفارسية بكل ممنونية ويرى السعودية عدواً ومجلس التعاون الخليجي خطراً والعروبة يحسبها أكلة قديمة!!لا يخيفنا النووي الإيراني ولا جيوشه ولا عتاده ولا أسطوله ولا صواريخه ولا مدافعه، إنما يخيفنا فقدان الدولة لرؤية واضحة ولمشروع واضح لاستعادة «جحافل» شبابية خطفت منها وتم الهيمنة على عقولها والسيطرة عليها تستعد للهجمة القادمة، وقياداتها المعممة وغير المعممة مازالت في مواقعها لم تمس.ملاحظة للمتصيدين بالماء العكر:«البهائم» وصف لمن خصهم المسؤول الإيراني بالذكر فقط ممن سيطرت إيران على عقولهم وهيمنت عليهم وهاموا عشقاً بها وتودداً ولعقوا أحذية القيادات الإيرانية وقاموا كالمسيرين بتنفيذ الأوامر الإيرانية، أياً كانت ملتهم أو أصولهم وأياً كان مذهبهم، ومحشوم عن الوصف كل عربي بحريني أياً كان مذهبه وأياً كانت ملته وأياً كانت أصوله العرقية، فلا تحسبوا كل صيحة عليكم.