لا يقابل الثناء إلا بالامتنان؛ وإليك يا خليفة بن سلمان كل شكر وتقدير ومحبة وطاعة على ما قمتم به من شد أزر وتشجيع وبث للحماس الذي يحتاجه كل شخص مهما بلغ أعلى درجات المثابرة والاجتهاد، فهو بالتأكيد يرجو أن ينظر إلى مثابرته واجتهاده بعين تقدره وأذن تسمعه ويد تشد أزره وتأخذ برأيه، وما شكركم للصحافة والصحافيين وكتاب الرأي والأعمدة إلا شحنة حماس يحتاجها أولئك الذين يعصرون قلوبهم ويشحذون عقولهم لإجادة التعبير وفن تقديم المعلومة وإبداء الرأي لخير الوطن وأهله.ليس غريباً عليكم هذه الإشادة التي كان لها الأثر الكبير في نفوس الإعلاميين والكتاب، وذلك عندما يجدون من رموز البلاد وحكامها من يشعرهم بأهمية طرحهم ودورهم في توصيل الرسائل للعدو والصديق ولأصحاب الحل والعقد، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي لا تمر بها البحرين فحسب، بل دول الخليج والمنطقة العربية بأسرها، في مواجهة عدو تكالب عليها وأعاد تحالفه الصليبي الصفوي ليسقط الدول العربية واحدة تلو الأخرى، وذلك عندما استطاع أن يجند أياديه الشريرة التي لبست ثوب الوطنية واتخذت من انتسابها لدولها وسيلة للإطاحة بحكامها ونشر الفوضى حتى تسقط هذه الدولة في يد الأعداء، وذلك بعد أن تأكد العدو أن هذه الأيادي قادرة على أن تحقق له ما لا يقدر عليه، معتمداً على إغرائهم بالسلطة وشراء ولائهم بالدنانير،. هذا الولاء الرخيص أم الولاء الذي يقدمه أبناء الوطن المخلصون لحكامهم؟ فلا يحتاج أن يبذل لأجله هبات وعطايا، لأنه ولاء أزلي استمدوه من أسلافهم الذين عمروا هذه الأرض الطيبة بسواعدهم وعرقهم، حتى بنوا مع آل خليفة الكرام دولة الشهامة والكرامة، إنها مملكة البحرين الخليفية أدامها الله.إن بث الحماس هي عقيدة عمل بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابة والتابعون، فمن الحماس الذي بثه الرسول عليه الصلاة والسلام كان بدءاً من تبشيرهم بالجنة ورضا الله سبحانه وتعالى الذي كان ينزله في كتابه بشرى للمسلمين، وأما الجائزة الدنيوية فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعين الولاة وقادة الجيوش من أولئك الذين وجد فيهم الأمانة والإخلاص والجهاد بمالهم وأرواحهم في سبيل الله، كما كان يبشرهم بالنصر وهم في ساحة القتال، مثلما فعل في غزوة الأحزاب عندما رفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول ويهوي به على الصخرة التي أعجزت الصحابة على فلقها، فإذا بها تنثلم ويخرج من صدعها وهج عال مضيء، فهتف صلى الله عليه وسلم مكبراً «الله أكبر.. أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسرى، وأن أمتي ظاهرة عليها..»، ثم رفع المعول، وهوت ضربته الثانية، وبرقت الصخرة المتصدعة، فكبر مرة ثانية «الله أكبر .. أعطيت مفاتيح الروم، ولقد أضاء لي منها قصورها الحمراء، وإن أمتي ظاهرة عليها..»، ثم ضرب ضربته الثالثة حتى تفتت الصخرة وبرقت، فهلل الرسول ومعه المسلمون، وأنبأهم أنه يبصر الآن قصور الشام وصنعاء وغيرها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الإسلام يوماً، وصاح المسلمون في إيمان عظيم ويقين: «هذا ما وعدنا الله ورسوله».إنه التشجيع النبوي ليثبت عزيمتهم في مواجهة العدو، وكذلك هو الرأي الذي أخذ به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عمل برأي سلمان الفارسي بحفر الخندق، إنه التشجيع والتحفيز وتقوية العزيمة، إنه الأخذ بالرأي الذي لم يلاق فيه نبي الأمة أي ممانعة بأن يأخذ برأي شخص من عامة المسلمين، وذلك عندما وجد فيه الحكمة والذكاء والفطنة، التي لم يحصرها الله على مقاييس مادية كما تقاس اليوم الآراء والمشورة بالمكانة والمناصب من الذين يؤخذ برأيهم مرضاة لهم أو ثقة بهم، فإذا بها تلقي في التهلكة، ولكن مع الأسف يتم الإصرار على الاستماع إليها وتقريب أصحابها من بعض المسؤولين.وإنه لشرف وفخر يعتز به الإعلاميون والصحافيون والمخلصون عندما يرون أن رأيهم وجهودهم تقابل باهتمام من قبل حكام البلد، وما شكر خليفة بن سلمان وتقديره إلا دليل بأن البحرين بخير عندما يكون حكامها ممن يستمعون إلى القول ويأخذون بأطيبه وأحسنه، يأخذون بالرأي الذي لا يرتجى منه إلا خير بلادهم. إنه الفرق بين الرأي القبيح الذي يهدف إلى هدم الدولة عندما يشور فيه بتسليم زمامها إلى من ليس له أمانة ولا ذمة ومن أعلن ولاءه لمراجعه، وقادة دول أجنبية تسانده للوصول للحكم، وبين رأي يدعو الدولة إلى الأخذ بيد من حديد لكل من تسول له نفسه أن ينال من سيادة البحرين أو يحاول أن يختطف الحكم أو يكون في السلطة لتحقيق أهداف أعداء البلاد، ومنها خدمة مخططاتهم التي ستوصل البلاد إلى الضعف والتسليم والانتهاء كما انتهت دولة المستعصم بالله عندما استسلم لمشورة وزيره «ابن العلقمي».جزاك الله خير يا خليفة بن سلمان، وشكراً على التشجيع وبث الحماس، فنحن بشر نحتاج لمن يقدر ما تخطه أقلامنا كي نواصل العطاء لخدمة البحرين والأمة الإسلامية.. وشكراً خليفة.