أكبر أنواع الخيانة هي خيانة الأوطان، وهي التي توصف في كل بلدان العالم أجمع بوصف «الخيانة العظمى»، وعقوبتها تكون أشد أنواع العقوبات التي تصل في دول معينة إلى الإعدام.في قصص الحضارات والأمم هناك توثيق لعديد من حالات الخيانة العظمى التي هي وصف يطلق على من هو محسوب من أهل بلد معين يعمل ضدها لصالح جهة خارجية تريد الضرر والشر بدولته، وتريد أن تستولي على مقدراتها. الفرنسيون يقصون رقاب الخونة بالمقصلة، والإيرانيون يشنقون من يعتبرونه خائناً (بحسب تصنيفهم) على أعمدة الشوارع، والأمريكان لديهم أشنع صنوف التعذيب والجزاءات للإرهابيين ومن يعتبرون خونة، وكل بلد لا يستاهل مع مفهوم الخيانة على الإطلاق.المشكلة في البحرين أننا نتساهل في شأن مفهوم «الخيانة»، من يخون بلده وبالأدلة والإثباتات تتم معاملته برحمة، وحتى القانون لا يطبق بلوائحه الصارمة، وهنا أكثر من طريقة وأسلوب لتخفيف الأحكام، وحتى العفو. في المقابل، هناك إعلام يدافع عن الخائن ويصفه بالوطني رغم أن أدلة الخيانة تفقأ العين، وهناك جمعيات تستميت في تشويه صورة البلد لأجل عيون من يخونه، وهو ما يثبت بأن هؤلاء ما هم إلا أفرع للخيانة، خاصة حينما يمجدون ويتبعون الجهة التي تجند خائني الأوطان وتدربهم وتصرف عليهم وتمولهم.كم حالة لدينا منذ الثمانينات والتسعينات إلى اليوم ثبت أنها تدربت في معسكرات الحرس الثوري الإيراني وفي معسكرات بالعراق المحتل إيرانياً، وفي معسكرات حزب الله الذراع العسكري لإيران في جنوب لبنان؟! كم عددهم، كم حجم الاعترافات التي أشاروا فيها لإيران صراحة؟! بل كم شخصاً منهم ذهب إلى إيران واحتمى بها وسكن فيها وبدأ منها يخطط ضد البحرين ويجند من لديه إمكانية خيانة وطنه.في البحرين تؤخذ اعترافاتهم وتنشر ليعرف الناس حقيقتهم وحقيقة العدو الذي يقف وراءهم، وفي البحرين مؤسسات حقوقية وأمانة عامة للتظلمات والباب مفتوح للجهات الحقوقية الدولية لترى بأم عينها كيف تتم معاملة هؤلاء وفق أعلى درجات مراعاة حقوق الإنسان، رغم أنهم ثبتت عليهم الخيانة والعمالة للخارج، رغم أن بعضهم قتل رجال أمن، وبعضهم ساهم في ذلك وخطط ونفذ. وهذه أمور من الاستحالة أن تجدها في أمريكا ولا حتى بريطانيا أم الديمقراطيات، بالأخص أن تفتح أبواب المؤسسات القضائية والسجون لجهات غربية رسمية كانت أو مؤسسات حقوق إنسان وغيرها.البحرين مطالبة بتطبيق القانون بصرامة، لا يقبل العقل أن تتعامل بتسامح مع خائن يرى في إيران ولاءه الأول والأخير، لا يمكن أن تأخذ بعين الرحمة (وبتجاوز وقفز على القانون) من قتل رجال الشرطة وخطط لعمليات إرهابية وهرب السلاح وتواصل مع الخارج. فلا تعريف آخر للخيانة العظمى بخلاف تعريفها الأصلي وهو «خيانة الأوطان»، وخائن الوطن لا يستحق أن يعطف عليه الوطن، أو أن يعطل تطبيق القانون عليه. الخيانة هي خيانة، لا تعريف آخر لها، وحينما يعترف الخائن ويقر بخيانته وبتواصله مع الطامع الخارجي، هنا على كل بوق يحاول أن يبرر له ويطوع الكلمات لينقذه أن يراجع حساباته، فهو إنما يشارك في خيانة الدولة التي مازالت تتعامل معه بتسامح لا يحصل إلا في البحرين وحدها.