كل من يطالع صور الدمار والخراب الذي طال البيوت والمنشآت والشوارع وكل شيء في العراق وسوريا واليمن، لا بد أن يتساءل عما إذا كان من لا يريد لمشكلتنا في البحرين أن تنتهي أن يصل حالنا إلى ما آل إليه حال أشقائنا في تلك البلدان؟ هل فعلاً هذا هو ما يريده أولئك الذين قرروا في لحظة القفز في الهواء أن يحدث في بلادنا؟ هل فعلاً أنهم لن يرتاحوا إلا إذا وصل الحال إلى ما وصل إليه الحال في تلك الدول وعم الخراب والدمار كل حي في البحرين؟ هذا سؤال مهم ينبغي البحث له عن إجابة، لأنه إن كان هذا هو مرادهم فهو مصيبة، وإن كانوا لا يعلمون أن حالنا بسبب عنادهم وقلة خبرتهم وضيق أفقهم سيصل إلى مثل هذه الحال فالمصيبة أعظم. استمرار أولئك في أسلوبهم والإصرار على تحقيق ما يحلمون به لن يصلوا إلا إلى هذه الحال التي يفترض ألا يتمنونها لهذا الوطن، ليس فقط لأن هذه هي النتيجة الطبيعية والمنطقية لهذا الفعل وهذا الأسلوب، ولكن لأنهم لن يتمكنوا من تحقيق ما في رؤوسهم ورؤوس من يقف وراءهم ويريد أن تأتي الضربة فيهم وليس فيه. لا يهم المستفيد من وراء شحن ودفع أولئك إلى الاستمرار في طريقتهم غير الموصلة إلى مفيد إن تدمرت البلاد وعم فيها الخراب، فالمهم عنده هو تحقيق أحلامه والتأكد من أن مشروعه للسيطرة على المنطقة يسير في طريقه الصحيح، وأن خطواته حليفها التوفيق، وبالتأكيد لا يهمه حجم الخسائر التي سيتكبدها أولئك الذين استغلهم ووظفهم لتحقيق أهدافه برخص التراب. استمرار أولئك في نهجهم لن يوصل للأسف إلا إلى هذه النتيجة التي نرى صورها في تلك الدول، وعلى الخصوص في سوريا، والتي من الواضح أنهم أرادوها مثالاً ثانياً بعد العراق الذي صار مستعمراً ومحطة انطلاق لضرب المحطات الأخرى. لا يمكن لعاقل أن يقول غير أن إيران تهدف إلى السيطرة على المنطقة مهما كانت الخسائر التي هي في كل الأحوال لا تتحملها، وإنما تتكبدها شعوب تلك الدول، فما يجري في البحرين لا يكلف إيران إلا رواتب واضعي الاستراتيجيات والخطط ورواتب المتعاونين وقيمة الأسلحة التي يتم تهريبها كلما سنحت الفرصة، فباستثناء هذا تتحمل الفاتورة شعوب الدول المستهدفة.يوماً بعد يوم تتكشف أهداف ونوايا إيران وأسباب دعمها لأولئك الذين صاروا يتخذونها مثالاً، رغم أن إيران لم تكن في يوم من الأيام النموذج الذي يمكن أن يحتذى والتجربة التي تستحق الدراسة والاستفادة منها. في كل يوم يفضح الإيرانيون أنفسهم ويكشفون أوراقهم بقصد أو من دون قصد عبر تصريحات بعض مسؤوليهم وتصريحات بعض من يوعز إليهم للتصريح بأمور معينة أو من يتعجلون الوصول إلى الأهداف المرسومة. اليوم لا مجال لإيران للتهرب من الاعتراف بحقيقة أنها تفعل كل ما تفعل بغية السيطرة على المنطقة والتفرد بثرواتها لعلها تشغل مواطنيها عن سوء السلطة فيها وتمد في عمر النظام الذي يعرف قادته أنهم إن لم يفعلوا كل هذا انتهى وصار نسياً منسياً. ما ينبغي أن يعرفه أولئك الذين باعوا وطنهم وظنوا أنهم حصلوا على الحضن الدافئ الذي يبحثون عنه هو أن إيران لن يهدأ لها بال حتى ترى الخراب قد عم في كل البلاد العربية وصار سهلاً عليها السيطرة على كامل المنطقة.لن يطول الوقت حتى تتكشف كل هذه الأمور ويتبين الهدف من كل هذا الاهتمام بالبرنامج النووي الذي جوعت شعبها من أجله وناطحت الدول الكبرى حتى ظفرت بما ظفرت به من اتفاق نعرف بعضه ولا نعرف بعضه الآخر، ولا يعرف أولئك أن إيران ستستغل كل هذا لتدمير «وطنهم» وتدميرهم.