كعادة سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في احتضان الصحافة وتقديره الكبير لها باعتبارها شريكاً في العمل الحكومي وإظهار القصور أو الخلل إن وجد لإصلاحه، وهذه المكانة التي يكنها سموه للصحافيين والكتاب، ليست بغريبة عليه أو جديدة، فالصحافة ورجالاتها يتواجدون بشكل دائم في مجلس سموه العامر، ويتبادل معهم أطراف الحديث في الشأن الوطني ويستمع لهم ويقرأ لمقالاتهم بشكل يومي ومتابع لما تطرحه السلطة الرابعة، ويتفاعل مع القضايا التي تتناولها، خصوصاً منها ما يهم المواطنين في الجوانب الإنسانية منها.نعم هذا هو رجل الدولة الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة ويكون هم المواطن هو همه الأول الذي يسعى بتوجيهاته السديدة للجهات المعنية لإيجاد الحلول وتذليل العقبات التي تقف في طريق هذا المواطن، والذي دائماً ما يناشد سموه عبر بريد القراء، إذ من المعروف عن سمو الأمير متابعته الشخصية لكل ما يطرح في هذه الصفحة، وهناك العديد من الحالات التي قام سموه بإصدار أوامره بالعمل على قضاء حوائج المواطنين.الصحافة البحرينية الوطنية لها تاريخها الناصع الذي دائماً ما تقف فيه مع الوطن في وجه من يريد به الشر ويهاجمه، فتكون صحافتنا بالمرصاد لمن يهاجم الوطن ويشوه صورته ويسعى للنيل من منجزاته التي تحققت عبر عقود طويلة من الزمان، فالصحافة الوطنية لها حراكها السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ينطلق من الحس الوطني المسؤول من خلال كتاب الرأي والأعمدة، والذين ما فتئوا وهم يذودون على حياض البحرين بالكلمة من خلال الرصد والتحليل وتعرية من يتجنى على بلادنا والمواقف في هذا الشأن كثيرة، كانت الصحافة التي لها مكانتها في قلب خليفة بن سلمان تأخذ زمام المبادرة تجاه أي قضية وطنية وحتى إقليمية تمس أمن واستقرار دول مجلس التعاون، وهذا ما جعل صوت الصحافة البحرينية مسموعاً محلياً وإقليمياً.والشكر الذي قدمه سمو الأمير للصحافة وخصص لقاء الأسبوع الماضي ليثني على دورها ورجالاتها هو وسام يعلق على صدر كل صحافي وكاتب قلم وطني شريف جعل مصلحة البحرين نصب عينيه بعيداً عن أية مصالح شخصية أو أية انتماءات فكرية أو مذهبية أو سياسية، بل كانت الحجة بالكلمة وتوعية الرأي العام لمواجهة الافتراءات بالكلمة دون التجريح بأحد، فلله الحمد أثبتت الصحافة أنها رقم صعب من خلال حمل أمانة الكلمة بحيادية، وكما قال سموه إن الصحافة وكتابها أصبحوا جزءاً أصيلاً في رسم سياسة الحكومة في بناء نهضة الوطن وتقدمه، وما توجيهات سموه للوزراء والمسؤولين إلى فتح القنوات أمام الصحافة، وسرعة التفاعل مع كل ما يطرح فيها إلا دليل وشاهد على تأثير ودور الصحافة الوطنية، وبالتالي نتمنى من الوزراء أن يكونوا متعاونين مع الصحافة وينفذوا توجيهات رئيس الوزراء وأن تكون مكاتبهم مفتوحة لأية استفسارات تطرحها الصحافة. لقد تشرفت مراراً بحضور مجلس سمو الأمير خليفة، وحقيقة في حضرة صاحب السمو لا يمكنك إلا أن تكون منصتاً ومستمعاً لكل كلمة يقولها سموه، لأنها بحد ذاتها لها معان وطنية تجعلك تقف إجلالاً أمام رجل دولة يعلم دهاليز السياسة، فهو بحق مدرسة تخرجت منها أجيال هم اليوم قادة في المجتمع، وكان سموه يؤكد في لقاءاته على دور الصحافة التي أصبحت تدق جرس الخطر بأنه يوجد خطأ ولابد من إصلاحه، هنا تتجلى مصارحة سموه وطلبه بأن يتم الكشف عن أي قصور في أجهزة الحكومة.- همسة..أتذكر في لقاء سموه مع مجلس إدارة نادي المراسلين السابق الذي كنت عضواً فيه، قال لنا بأن «المعلومة عند المسؤول ليست ملكاً له إذا كانت تتعلق بمصلحة الشعب»، وهذا الحديث للوزراء والمسؤولين الذين يغلقون أبوابهم في وجه الصحافة، عليهم أن يتعلموا من رئيس الوزراء في فتح قلبه قبل مكتبه ومجلسه للصحافة.