ملايين الدولارات لحرق الإطارات وربما المليارات لصنوف الإرهاب والتخريب الممنهج في البحرين وعموم المنطقة، أنفقت بسخاء من قبل جارتنا الشرقية إيران، التي كانت تقتطع من لحم أبنائها في فاقتهم وجوعهم وبؤسهم، ليزدهر إرهاب الخليج العربي.!! هذا.. عندما كانت لا تملك الكثير، لوقوعها تحت طائلة العقوبات الاقتصادية الدولية، ولكن.. ماذا بعد الاتفاق النووي الأخير؟! وماذا بعد تصريح ملوك الدهاء وعلى رأسهم كيري الذي أشار إلى أن العقوبات الاقتصادية لن تعود مباشرة لإيران إذا انتهكت قرار حظر التسليح؟! بل وما يزيد الطين بلة، تأكيده أن الأمرين غير مرتبطين ببعضهما.«سيضاعف لكم العذاب»؛ إنما هي بشرى إيرانية خامنئية لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي جاءت عقب رفع العقوبات عن إيران، ولعل أكثر ما كان مثيراً للشفقة ذلك المواطن الإيراني البائس الذي هلل وجلجل وابتهج على أمل انتعاش الاقتصاد الإيراني ما يشي بانتعاش المعاش في وطن الجياع، لكن خامنئي وعصابته لا يلتفتون للمستضعفين في الداخل الإيراني، بقدر ما كان شغلهم الشاغل «المستضعف الخليجي» الذي يتجاوز دخله عشرات الأضعاف وربما أكثر من دخل المواطن الإيراني الذي لا يجد لقمة تسد جوعه. ولذلك.. فإن الفرحة الحقيقية كان أولى الناس بها عملاء إيران في المنطقة، وخصوصاً في البحرين، وهو ما يبرر عظم فرحتهم برفع العقوبات عن إيران، لأنهم المستفيد الفعلي من الاتفاق وعوائده.التصريحات والتهديدات الإيرانية المتتالية والممنهجة من قبل إيران تجاه البحرين والخليج، والدعم السخي الذي تتكشف سوءاته في كل حين، والقبض المستمر على خلايا إرهابية مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني باعترافات مسجلة للمتورطين المقبوض عليهم، كلها تجعل من التدخلات الإيرانية في المنطقة والدعم الإيراني للإرهاب حقيقة لا يمكن تجاوزها، ولكن ثمة أمور أخرى باتت مكشوفة ولم تعد تنطلي على العقول، يأتي في مقدمها «لعبة تبادل الأدوار».لطالما تطرقنا لجدلية ازدواجية نظام الحكم في إيران «الثورة/الدولة»، ولمسنا تضارب الأدوار وتضاد التصريحات رغم انسجام مؤداها، ففي الوقت الذي يبدي أحدهم «الدولة» نوايا الإصلاح وإعادة العلاقات، والدعوة لإقامة علاقات حسن الجوار وما شابه ذلك، يخرج آخرون في مؤسستهم الدينية للتأكيد على مبادئ الثورة وتصديرها ودعمها بأشكال مختلفة. «لعبة تبادل الأدوار» ما بين الحكومة الإيرانية والمرشد على اختلاف مواقفهم وتصريحاتهم أصبحت مكشوفة، في تأرجحها ما بين نفي وتأكيد للصفة السياسية والدينية في الدولة، وهي لعبة غبية لا تنطلي على عقولنا؛ فإيران بكل من عليها من سياسيين وبرلمانيين ورجال دين وجيش، كلهم يصرحون بالتدخل الإيراني في الخليج العربي والعراق تحت شعار نصرة المستضعفين.- اختلاج النبض..إذا كانت إيران تتقن ألعاباً معينة لتمارسها على الخليج العربي، فإن ألعاباً أخرى بوسع الأخير أن يمارسها هو الآخر، وإن كانت إيران تلعب بالمال والكلام، فلعلنا في الخليج نملك اللعب بالنار، وبفتح الجبهة على إيران من خلال عدد من الملفات والقضايا الشائكة والخلافية بينها وبين دول أخرى في المنطقة. فهل سنتقن اللعب على المكشوف؟