قبل أن أسترسل في مقالي؛ يشرفني أن أتقدم بالتهنئة إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بمناسبة تكريم سموه بجائزة التنمية المستدامة للاتصالات على المستوى العالمي بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المائة لتأسيس الاتحاد، وليس بغريب على رجل قام بالمتابعة وحرص على تطوير البحرين تحقيقه هذا الإنجاز.إن تكريم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر في هذا الحفل الكبير يأتي اعترافاً دولياً كبيراً بدعم سموه وحرصه على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، على المستويين المحلي والدولي، الأمر الذي أكدته الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة الموقرة برئاسة سموه من تقدم في تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى استمرارية التنمية في المملكة على مختلف الأصعدة، الأمر الذي جعل من البحرين مقصداً مهماً لجميع القطاعات التنموية.وعندما تتحدث المنجزات وتحلق باسم مملكة البحرين عالياً، فإننا كمواطنين، نستشعر الفخر والعزة.. فشكراً لك يا صاحب السمو.***في رحلتي الأخيرة لفرنسا، ساعدني أحد المواطنين الفرنسيين في ترجمة ما تقصده صاحبة المطعم والتي لم تكن تتحدث إلا الفرنسية، ولحسن حظي أن هذا الأخير يتقن اللغة الإنجليزية، فهو كما ذكر لي عاش لعدد من السنوات في كندا مما جعله يتقن اللغة الإنجليزية، وقال لي بفخر لم أشعر للحظة بحاجتي لتعلم لغة أخرى، فلغتي الفرنسية هي لغة الأدب والعلم والمعرفة. ولولا اضطراري للعمل في الشركة الفرنسية التي لها مقر في كندا لما تعلمت اللغة الإنجليزية، وراح في فخر ووطنية عالية يسرد لي أمجاد فرنسا وتاريخها وحضارتها، وبالطبع سألني عن موطني فأجبته بأنني من مملكة البحرين، هذه الجزيرة الصغيرة التي تقع في الخليج العربي، هذه الدولة الرائعة، حيث كل شيء مجاني؛ التعليم فيها مجاني، والعلاج فيها مجاني، في بلدي الصغير تجاهد الدولة في توفير السكن للمواطن، بالإضافة إلى إيجاد عمل له، قلت له: في بلدي الدولة تدعم الكهرباء والماء ولا تفرض علينا ضرائب على أي شيء.كما أن البنية التحتية في موطني رائعة، حيث الصرف الصحي والطرق والجسور والشوارع النظيفة، كما أن في البحرين هناك حرية مطلقة، حرية في المعتقد والفكر والدين وجميع الممارسات.. واستغرب عندما عرف أن لدينا كنائس في المملكة؛ بل زاد اندهاشاً عندما عرف بأن لدينا معابد للبوذيين.وواصل «فرانك» الفرنسي، الذي تجاوز عمره الستين، في طرح الأسئلة علي حول البحرين، فهو يقول بأنه كان يعتقد بأن الدول الخليجية دول رجعية، قبلية، ليس بها قانون أو مؤسسات، وأنها أشبه بالمنتجع الصحراوي الراقي، حيث إن الأموال في كل مكان دون أن تكون هناك أركان للدولة مثلما ذكرت له.ووعدني أنه سيذهب ويبحث أكثر حول البحرين على محرك البحث قوقل، على أن ألتقيه في اليوم التالي في ذات المكان ليتباحث معي حول هذا الموضوع مجدداً، فهو مهتم جداً بالجغرافية البشرية ويود أن يتعرف على منطقة الخليج وعلى طبيعة الحياة هناك.وأتى الموعد المنتظر، وقد كنت متحمسة جداً للنقاش مع هذا الفرنسي الذي نحتت تجارب الحياة في وجهه الكثير من الخطوط والتعابير، حتى بدا بلباسه المتواضع كأحد فلاسفة العصور القديمة.قال لي للأسف ذهبت وبحثت على محرك البحث الأكثر شهرة «غوغل» عن البحرين، فوجدت بلداً تمزقه الحرب الأهلية، وانعدام الرضا من قبل الشعب عن الخدمات المقدمة، وثورات وحركات تمرد شبه يومية.. وغياب الحريات والقمع.بصراحة لم أستغرب أبداً من كلامه؛ فمن يضغط اسم البحرين على محرك البحث سيجد ما يسوؤه حقاً، وهنا قمت بلعب دور المدافع عن وطني، وقمت بتقديم الكثير من التبريرات علي أستطيع أن أغير بعضاً مما قرأه هذا الرجل ورآه على محرك البحث.وكم أتمنى أن أكون قد وفقت حقاً في إقناعه، فأنا لم أكذب عليه ولم أبالغ أبداً، فالبحرين دولة رائعة وخدماتها رائعة، وكل يوم أحمد الله على أنني إحدى رعاياها وأسأل الله أن يديم علينا وافر الأمن والاستقرار، قد لا نكون أفضل الدول في العالم، قد لا تكون الخدمات المقدمة للمواطن هي الأحسن في العالم، ولكننا ولله الحمد نتطور.. وننشد الأحسن.إن من يقومون بتشويه صورة مملكة البحرين وتاريخها هم أشخاص ماتت لديهم الوطنية، وعندما تموت الوطنية يصبح كل شيء مباحاً، يصبح تزيف الواقع مباحاً، ويصبح تزوير التاريخ مباحاً، ويصبح تدمير أيامنا الوطنية مباحاً واستبدالها بأيام يغلب عليها البؤس مباحاً أيضاً، ويصبح تزيف الحقائق مباحاً.عندما تموت الوطنية نجد أشخاصاً يلوثون سمعة مملكتنا دون اكتراث، نجد أشخاصاً يسعون إلى تفتيت مجتمعنا المتلاحم، عندما تموت الوطنية نجد بعض الأشخاص يستاؤون من تقدم الدولة ونجاحها، بل ويقومون بالاستهزاء بجميع منجزات الدولة.. عندما تموت الوطنية تصبح كل الأمور مباحة.ذكرت سابقاً على أهمية أن يتبنى الإعلام مسألة تصحيح الصورة العامة لمملكة البحرين في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، لا نريد من الإعلام أن يحجب المواقع، بل نريد إعلاماً مضاداً يعمل بحرفية ويساهم في نشر الحقائق حول مملكة البحرين، نريد إنتاجاً إعلامياً متكاملاً لتصحيح صورة مملكة البحرين باستخدام لغات أجنبية وأسلوب يشد المتابع، نريد جهة تشرف على متابعة ما ينشر عبر محركات البحث وسرعة البت في تصحيح المعلومة، لا نريد أن نبالغ أو نكذب؛ بل نريد أن نبرز إنجازاتنا للعالم أجمل.. فلنجعل إنجازاتنا تتحدث نيابة عنا.