في أوقات الأزمات والفوضى العارمة التي تجتاح الشرق الأوسط منذ سنوات يكون الاختلاف والتبدل السريع سمة من سمات العلاقات الإقليمية والدولية، والبعض أدرك جيداً الفرص التي يمكن تحقيقها من وراء هذه السمة لتحقيق أجندات ضيقة يعمل عليها. أطراف عدة من مصلحتها استغلال أي فرصة لضرب العلاقات بين الدول، وهذا ما شاهدناه كثيراً في العلاقات البينية للدول العربية خلال السنوات الخمس الماضية على الأقل، حيث تتبدل العلاقات بين مواجهات وصداقات، وتباعد وتقارب. ولكن هذه الأطراف مهما كانت لا تدرك أن هناك نوعاً مختلفاً من العلاقات لا يمكن بأي شكل من الأشكال المساس بها، لأنها علاقات محصنة تاريخياً، ومهما طرأت عليها من متغيرات وظروف وتباينات، فإنها لا تتغيّر أبداً، ولم يثبت التاريخ خلاف ذلك لسبب واحد هو وحدة المصير المشترك. هذا النوع الذي نتحدث عنه هو النموذج الذي ينطبق على العلاقات البحرينية ـ الكويتية باعتبارها علاقات محصنة تاريخياً. فلسنا بحاجة لسؤال الأشقاء الكويتيين عن مكانة البحرين لديهم، وهم ليسوا بحاجة لسؤال أشقائهم البحرينيين عن مكانتهم الغالية لديهم أيضاً. ومن الإجحاف جداً استعراض المواقف الثمينة للكويت تجاه شقيقتها البحرين ودعمها الدائم لها قيادة وحكومة وشعباً. ولا ننسى المواقف الخليجية المشرفة والدور اللافت للشقيقة في منظومة مجلس التعاون الخليجي. من يعتقد أن التراشقات الإعلامية، والتصيد في الماء العكر عبر مختلف المؤسسات الإعلامية، سيساهم في التأثير على العلاقات البحرينية ـ الكويتية فإنه واهم لأن جهوده ستنتهي إلى الفشل، والبلدان أكبر من أي محاولة مفتعلة لصالح أجندة هنا وهناك. الإرهاب طرق باب البحرين منذ سنوات طويلة، ومازال مستمراً، والحكومة تبذل أكبر الجهود لمواجهته، والتطورات الأخيرة بالكويت تدفعنا لدعم الأشقاء هناك بكل إمكانياتنا وقدراتنا، فمعاناة البحرين مع الإرهاب لا نتمنى لدولة عربية أن تواجهها، فما بالنا إذا كانت الشقيقة الكويت. ونحن على ثقة ويقين أن الكويت ستتجاوز بحكمة قيادتها، وجهود حكومتها، وتكاتف شعبها أي محاولة للمساس بأمنها داخلياً وخارجياً، كما ندعمها في كافة جهودها لمواجهة التحديات الأمنية، لقناعتنا بأن تراب الخليج العربي واحد، وأمن الكويت من أمن البحرين.حفظ الله البحرين والكويت قيادة وحكومة وشعباً، وأدام عليها الأمن والاستقرار. يوسف البنخليل