تواردت أخبار عن أن حواراً خليجياً إيرانياً سينطلق في سبتمبر المقبل يتم من خلاله الوصول إلى نقاط تماس مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجية وإيران، والتي ما فتئت وهي تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وما دخول ترسانة من الأسلحة إلى الكويت وقبلها ضلوع النظام الإيراني باعتراف المتهمين الذين تم القبض عليهم في الخلية الإرهابية التي قامت بتفجير سترة الإرهابي وراح ضحيته اثنان من رجال الأمن، كل ذلك وقبلها الكثير من التدخلات لطهران بالتحريض لأتباعها في دول المنطقة لن يلقى القبول وسيتم التحفظ عليه من قبل أصحاب القرار في معظم دول مجلس التعاون، وحتى من الشعوب الخليجية لعدم حسن نوايا النظام الإيراني الذي لايزال يتدخل وبشكل سافر في تأجيج أذنابه، ولنا في ميليشيات الحوثي خير شاهد على ذلك حين تخلت إيران عنه مع الضربة الأولى لقوات التحالف العربي. إيران التي تسعى لهذا الحوار مع دول مجلس التعاون جاء بعد أن منيت بهزيمة وصفعة لفشل سياستها في دعم الحوثيين في اليمن في ظل الهزائم التي تكبدتها هذه الميليشيات ودحرها لتصل إلى أن تصل إلى جبال مران، التي أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن العلم اليمني سيرفع على هذه الجبال طال الزمان أو قصر، هذا وفشلها أيضاً في البحرين والكويت جعل هذه الجمهورية هي من تريد إجراء حوار مع دول الخليج، ولكن هناك تحفظاً من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وكذلك معهم الكويت، في حين أن قطر وسلطنة عمان مع انطلاق هذا الحوار الذي لن يكتب له النجاح مع الكشف بين الفينة والأخرى لمجموعات وتنظيمات إيرانية إرهابية أصبحت أكثر وضوحاً مع اعترافات المقبوض عليهم في العمليات الإرهابية الأخيرة. وبالتالي فإن هذا الحوار الخليجي الإيراني سيولد ميتاً لأن إيران لم تصدر لنا من ثورتها التي اسماها، وزير شؤون الإعلام عيسى عبدالرحمن في مقابلته التلفزيونية مع قناة «سكاي نيوز» بالثورة الخمينية الفارسية إلا الإرهاب وإثارة القلاقل والنعرات الطائفية وهي بعيدة كل البعد عن إعطائها الصبغة الإسلامية، فالإسلام يدعو إلى المحبة والترابط والأخوة وليست العداء وتغذية العنف والإرهاب من خلال إذكاء نار الفتنة التي من يوقظها فهو ملعون ومطرود من رحمة الله تعالى، وإيران ونظامها الذي يستميت في إثارة الطائفية في البحرين وباقي دول مجلس التعاون واليمن لن يتحقق له الجلوس مع دول الخليج على طاولة الحوار والتفاوض إذا لم تغير من سياستها الخبيثة. دول مجلس التعاون وإن كانت حتى الآن لم تتحد في كيان الاتحاد الخليجي بشكل رسمي إلا أنها كذلك حين الملمات والتدخلات الخارجية من إيران أو غيرها، ولن تجدي جولات وزير الخارجية الإيراني التي يحاول من خلالها لاختراق منظومتنا الخليجية، وهذا الأمر لن يتحقق له فالصف الخليجي على مستوى القادة والشعوب قوي ومتين، ولن تتمكن طهران من النيل من وحدتنا الخليجية ولن تستطيع بإذن الله تعالى ولن تنفعها الطرق الملتوية، وعليها أن تحترم حسن الجوار مع دول الخليج وتسعى إلى استقرار أمن الخليج وإلا فإنها هي من ستكون متضررة من سياستها وتدخلاتها السافرة، والأولى بها أن تلتفت إلى تنمية شعبها وعدم اضطهاده وإقامة المشانق في الشوارع. في الواقع نحن كشعوب لا نريد الحوار مع إيران ولا نسعى للتقارب معها؛ لأن ما عانيناه منها كثيراً فكل ما حدث عندنا في البحرين منذ 2011 وقبلها وحتى اليوم طهران هي السبب فيه، ولن تهدأ طبعاً وسيكون هذا الحوار مضيعة للوقت، ولن يكون له أهمية إلا حين تغير إيران من سياستها العدوانية تجاه جيرانها فهي الخسرانة من عجرفتها وتريد أن تعوض خسائرها المتتالية في اليمن وبعد أن تم افتضاح أجندتها في البحرين والكويت، ومع هذا الحوار إلا لهدف تشتيت الجهود وإضعاف للتقدم الذي حققته قوات التحالف بكل حزم في دحر ميليشيات الحوثي، وما مماطلة إيران من خلال هذا الحوار إلا محاولة منها لتخفيف الضغط على الحوثيين وإيقاف الضربات الجوية التي استنزفت قواتهم التي وصلتهم من إيران في السابق. - همسة..إيران هي المسبب الرئيس في الصراعات بالمنطقة وإشعالها للفتن الطائفية، وهي التي تغذي الإرهاب وتموله وتقوم بإيواء الإرهابيين وتشن الحروب ضد دول مجلس التعاون وتوجه إعلامها ضد دول الخليج ولا تحترم حسن الجوار، فدولة مثل إيران لا يمكن ضمان التزامها بالمواثيق والعهود، فكيف سيكتب للحوار الخليجي الإيراني النجاح؟