التضحية من أجل البلد، شرف ما بعده شرف، الاستشهاد دون الأرض والوطن مفخرة لمن بذل روحه ليحمي بلده وأهلها من الكيد والشر والإرهاب والإجرام.على مر العقود، وبسبب المكائد والنوايا السيئة لهذا البلد من الخارج وبتنفيذ من أذرع في الداخل، ضحى العديد من رجال الأمن الشرفاء المخلصين بأرواحهم فداء لهذا الوطن، تم استهدافهم بقصد القتل، تعرض العشرات منهم للإصابات والجروح، وجهت دعوات من على منابر لـ«سحقهم»، وموجهي الدعوة هم من يدينون بالولاء للخارج الطامع في بلادنا، تم وسمهم بصفات هي تنطبق أصلاً على العملاء الذين أطلقوها، فقط لأن رجال الوطن هؤلاء وقفوا سداً منيعاً أمام من يريد سرقة الوطن.لن ننسى هؤلاء الشهداء البواسل، ولا يجب أن تنساهم الأجيال المتعاقبة، وقبلها لا يجب أن تنساهم القيادة، لابد من تخليد ذكراهم، ولابد من سرد حكاياتهم ليدرك الجيل الجديد كيف تكون التضحية لأجل الوطن، كيف يكون إخلاص الرجال الذين هم على ثغرة هامة من ثغرات هذا البلد.جلالة الملك أولى هؤلاء الشهداء اهتمامه، ووجه للاهتمام بعوائلهم وأبنائهم، فجزاه الله كل الخير، ونطمع في المزيد من كرم قائد البلد لجنوده ورجاله الذين ضحوا بأرواحهم، بأن يستمر الاهتمام بأهلهم وأبنائهم وأن يتم ترسيخ ذكرى هؤلاء الأبطال حتى لا ينسوا مع مرور الزمن.ونيرة تلك الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية برئاسة الرجل الفاضل قائد رجال الوطن المخلصين الشيخ راشد بن عبدالله في اتجاه تخليد ذكرى هؤلاء الأبطال، وآخرها المشروع الوقفي لمبردات المياه في الأماكن العامة باسم شهداء الواجب رجال الوطن، لتكون مصدر أجر لهم وثواب وذكرى لهم بالرحمة.قد يرى البعض بساطة الخطوة، لكنها امتداد لخطوات سابقة قامت بها الوزارة تجاه عوائل شهداء الواجب، في إطار اهتمامها بمن كان أبطال الوطن يعولونهم من أسر وأبناء وزوجات، وهي بادرة ليست بغريبة على وزير الداخلية، الرجل الذي يعرف كيف يقدر المخلصين من أبناء الوطن خير تقدير، برع في قيادة كتائب رجال الأمن البواسل لحفظ أمن الوطن، وتأمين سلامة أهله، ورصد عمليات التخطيط والتنفيذ الآثمة من قبل مثيري الفوضى وممارسي الإرهاب.وحتى لا ننسى هؤلاء الأبطال، وحتى يتذكر الجيل القادم من الشباب المخلص لهذا الوطن التضحيات التي بذلت، حبذا لو فكر الوزارة أو اقترح بعض النواب إنشاء نصب تذكاري باسم «شهيد الواجب» على غرار ما تفعله بعض الدول التي خاضت حروباً معنية بكيانها الوطني مثل «الجندي المجهول» وغيرها من المسميات.هذه معالم نفخر بها، تذكير بملحمة رسمها هؤلاء الأبطال وبذلوا من أجلها دماؤهم في سبيل الوطن وأهله، بالتالي أقل ما نقدمه لهم تخليد ذكرهم، وتذكرهم على الدوام بلسان يمتلئ شكراً لهم، وبدعوات صادقة للمولى القدير أن يتغمدهم برحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حرمت عين على النار سهرت في سبيل الله».وما حماية الأوطان إلا جهاد في سبيل الله، وحفظ لأرواح الأبرياء، ورد عدوان وإرهاب واعتداء المعتدين. رحمكم الله يا شهداء الواجب.
Opinion
حتى لا ننسى شهداء الواجب
22 أغسطس 2015