يبدو أن الاحتلال الإيراني على موعد مع جملة فضائح (بجلاجل) غير قابلة للاحتواء إثر تساقط خلاياه الإرهابية في البحرين ثم الكويت، وأخيراً وليس آخر العملية النوعية التي قامت بها أجهزة الاستخبارات السعودية وأسفرت على انتزاع زعيم ما يسمى بـ «حزب الله الحجاز» أحمد إبراهيم المغسل المتهم الرئيس في تفجير أبراج الخبر عام 1996 من قلب العاصمة اللبنانية ومن بين براثن «حسن زميرة». ربما يسأل البعض (استهبالاً طبعاً) ما علاقة المغسل بإيران؟!.. التاريخ القريب والبعيد، فضلاً عن الواقع الراهن، يكشف لنا بالدليل القاطع ألف دليل على أن «ملالي قم» الوكيل الحصري للإرهاب في العالم، سواء كان من «حالش» أو «داعش».طيب؛ قد يسأل آخر -وهذا حقه- قد نستوعب علاقة ولي الفقيه بـ «حالش» لكن علاقته بـ «داعش» مسألة فيها نظر؛ إذ كيف لدولة شيعية متشددة أن ترتبط بعلاقة مع تنظيم ذي نهج تكفيري متطرف؟هنا سأترك الإجابة للوثائق التي حصلت عليها قوات البحرية الأمريكية أثناء مداهمة منزل أسامة بن لادن في باكستان في مايو 2011، وتكشف دون أدنى لبس أو شك علاقة تنظيم القاعدة بالحرس الثوري الإيراني رغم الهويتين المذهبيتين المختلفتين للطرفين.دعنا لا نبتعد كثيراً عن صلب المقال ونعود لزعيم تنظيم «حزب الله الحجاز» الإرهابي أحمد المغسل، والذي عاش لعقدين من الزمن في كنف ورعاية عمائم طهران، المتزوج من لبنانية، ووصل إلى مطار بيروت بجواز سفر إيراني مزور باسم مختلف لحضور حفل زفاف ابنه، حيث رصد الـFBI خمسة ملايين دولار لمن يرشد عن مكانه، ووضع على قائمة أمريكية تعد الأخطر والأولى من نوعها لـ «إرهابيين إسلاميين» تضم شيعة وسنة، فكان المغسل ورفاقه إلى جوار أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.التحقيقات التي أجريت في حينها كشفت أن الصهريج المفخخ الذي استخدم في الهجوم على أبراج الخبر تم تجهيزه في قاعدة في سهل البقاع اللبناني تابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، وأن العملية الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات، ومنهم أمريكان، تمت بمباركة وموافقة المرشد علي خامنئي، وهو ما دفع القضاء الأمريكي عام 2006 إلى إلزام إيران دفع تعويضات قدرت بـ 254 مليون دولار لعائلات الجنود الذين قضوا بالتفجير. بلا أدنى شك عملية الاعتقال والتسليم التي حققت فيه السلطات السعودية انتصاراً جديداً حتى على الـFBI شكل صدمة كبرى لكل من «حزب الله» وإيران معاً، فالمغسل يملك كنزاً من المعلومات المهمة عن عمليات الإرهاب التي يمولها ويدعمها ملالي طهران لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، واعترافاته ستؤدي إلى نتائج متشعبة، أقلها تبعات قانونية، وستثبت ما ذهبت إليه الاتهامات السعودية والأمريكية في حينها والتي أشارت إلى ضلوع إيران في العملية، مثلما اتهم «حزب الله» بلعب الدور الرئيس في تفخيخ الصهريج الذي قاده أحد عناصر خلية المغسل إلى الخبر عبر سورية والأردن.الجوهر في الموضوع أن اعترافات المغسل قد تضع الرئيس أوباما في موقف حرج، خصوصاً وهو يراهن على الولي الفقيه ويتولى شخصياً مهمة تبييض وجه النظام الإيراني الإرهابي وتسويق الاتفاق النووي لدى الكونجرس الأمريكي ودول العالم وتحديداً دول الخليج.ومن شأن اعترافات المغسل أن تؤكد أن الإرهاب الإيراني ليس عارضاً ولا مستجداً أو طارئاً عند عصابة ولي الفقيه يمكن بسهولة التخلص منه، إنما يرافقها منذ نشأتها على يد مؤسس هذه العصابة الخميني، واكتفى هنا بالإشارة لتقرير الخارجية الأمريكية 2014، والذي يبدو أكثر وأبلغ تعبيراً عن نوع الخطر والشرور الساكنة في رؤوس عمائم ولي الفقيه، حيث يقول إن «إيران وحزب الله قاما بأعمال إرهابية وإجرامية وأنشطة قتالية مزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2014، وأن إيران ترعى الجماعات الإرهابية الرئيسة في المنطقة والعالم، وأنها وراء العنف في العراق وإطالة أمد الحرب الأهلية في سوريا».كما كشف تقرير الخارجية الأمريكية الدور السلبي لقوة القدس الإيرانية لحشد المقاتلين (الشيعة) من خارج إيران للمشاركة في الحرب في العراق وسوريا، حيث ارتكبت الميليشيات التابعة لإيران جرائم إبادة بحق الإنسانية، ودفعت طهران الملايين تمويلاً لتنظيمات إرهابية، إضافة إلى التغرير بالشباب الشيعي من مناطق مختلفة بحجة الدفاع عن المذهب، لكن الكل يدرك أن الهدف الرئيس هو الدفاع عن المصالح القومية لإيران، والعبث بالأمن والاستقرار لدول الجوار، وخلص التقرير في هذا الجانب إلى أن الرعاية الإيرانية للإرهاب لم تتراجع.أعلم أن كلامي هذا بحق ملالي إيران لن يعجب جماعة ولي الفقيه، ولكن حتى لو كنت ممن يعتبرون هذه الأدلة والإثباتات والتقارير ملفقة وبعيدة عن الحقيقة، فمع احترامي لعدم احترامك للحقيقة، فأنت بالذات غير معني بالحديث، كما ليس مطلوب منك أن تقرأ المقال، لأنك لم ولن تصدق أي كلمة تدين إيران أو تمس خامنئي، حتى لو جاء بها الرسل.
Opinion
ليلة القبض على «المغسل»..
31 أغسطس 2015