القاعدة التي تقول «الخير يخص والشر يعم» من الممكن استحضارها اليوم أمام المشاهد الإرهابية الأخيرة التي طالت المواطنين المدنيين، بينهم طفل رضيع، مما يعكس أن هناك أطرافاً تأزيمية تنوي تعميم شر العمليات الإرهابية على جميع مناطق البحرين.منطقياً لا يمكن لإنسان ما ألا يهتم أو يفرح باحتراق بيت جاره لسبب أنه لا ينتمي لجماعته أو مذهبه ويعارضه في اتجاهاته ويوهم نفسه بأن «الفاعل» الذي قام بنشب نار هذا الحريق لا يعنيه ولا يهمه، وأن الحريق سيتوقف عند منزل جاره هذا ولن يكبر ويزداد ليأتي على منزله ومنازل الجميع من بعده ليصل الحال الى عدم القدرة على إطفائه والسيطرة عليه، إن حرائق الإرهاب التي يوجد من ينوي خلال الفترة القادمة تعميمها على جميع مناطق البحرين من باب إيجاد انفلات أمني يقوده الإرهابي الفار من العدالة عقيل الموسوي ومشروعه في تأسيس دولة إرهابية تضرب السلم الأهلي بالمجتمع البحريني؛ لا يعني أن مشروعه سيقتصر على استهداف رجال الأمن فقط أو المدنيين الذين ليسوا مع اتجاه الموسوي الإرهابي، وأن أصحاب القرى والمناطق التي تميل كفتها لهذا المشروع أو المحايدة في مواقفها لن تتجرع تبعات مخططه الذي ينوي فيه تدمير البحرين بالكامل.كلامنا هذا ليس وجهة نظر؛ إنما دليل وواقع تجرعته البحرين خلال الفترة الأخيرة بالتفجيرات المتكررة، وتجرعه أهالي كرانة بالذات حينما أصيب المواطن جميل الدرازي وزوجته وطفلهما الرضيع الذي لو لا لطف الله لذهبوا ضحيته، وهو أحد الأدلة التي تؤكد مشروع الحرب الأهلية الذي يقوده الموسوي وينوي فيه جعل مملكة البحرين بحوراً من الدماء -بعيد الشر- وأرضاً للاغتيالات الطائفية كما يحصل في العراق وسوريا وكما حدث في لبنان سابقاً.هذا الكلام موجه إلى أهالي القرى الشرفاء الذين تشهد مناطقهم باستمرار أعمال التخريب والإرهاب ضمن المشروع الذي يقوده الموسوي لجعل البحرين مستنقعاً للحروب الطائفية، لا يعني أن نار الفتنة الطائفية التي سيشعلها بمخططاته ستنطفئ بسهولة، ولكم في تجربة العراق وسوريا أسوة، حيث وصل حالهم اليوم أمام تسرب الجماعات الإرهابية الدولية إليهم أن يخرج المواطن من بيته ولا يعلم إن كان سيعود إليه حياً، ولم يحدد فيه أن يطال التفجير سنياً أو شيعياً أو أن تعترضه جماعات الحشد الشعبي أو داعش أو المقاومة الإسلامية أو غيرها من التنظيمات الإرهابية التي لا تعرف سوى لغة الدماء والقتل.من يحاول زعزعة أمن واستقرار البحرين هدفه الأساسي ليس الحفاظ على حياة الناس المؤيدة أو المحايدة أثناء تأسيس دولته الإرهابية؛ فلن يكترث حتى إن سقطوا قتلى بعد أن غسل أدمغتهم بمشروع صكوك الشهادة التي يمنحها لمن يشاء. إن المتخفي بيننا في سراديب الارهاب أو متنقلاً بين أوكار الظلام في المدن والقرى لن يكترث إن طالت العمليات الإرهابية الأطفال أو النساء، رغم زعمه أن الإرهاب هو بحجة الدفاع عن أعراضهن، والدليل الأكبر على ذلك تفجير كرانة الأخير، فلم يكترث إن سدت الشوارع بالحرائق والمتفجرات فتعطلت مصالح أهل القرى، أو أصيب ساكنوها بالأمراض نتيجة أدخنة حرائق الإطارات أو قتلوا في تفجير القنابل، انظروا للنتيجة التي وصل لها المواطن في توبلي حيث تعرض للضرب المبرح أثناء عودته من صلاة الفجر بعد أن حاول فتح الطريق لتسهيل العبور، ومعترضاً على المخربين، مما يعني أن مبررات الدولة الإرهابية التي ينوي الموسوي إقامتها من شاكلة حماية المكون الشيعي من المظلومية وغيرها من الحجج الواهية مجرد مسمار جحا لمصالحهم الشخصية.مصالحهم تشابه مصالح عملاء إيران في العراق والذين كدسوا جيوبهم بخيرات الشعب وأمواله مقابل الفساد المنتشر في الحكومة التي لم تلبِّ أهم احتياجات العراقيين المعيشية، بل لبت تضخم أرصدة حساباتهم البنكية. ألم يبرروا إسقاط النظام السابق بدعم إيراني أن مظلومية المكون الشيعي ستنتهي على يدهم؟ فانظروا لحال شيعة العراق العرب، بل انظروا كيف تسفك دماؤهم بسبب الفوضى الإرهابية التي عمت أرضهم، مصالحهم تشابه من «طلعت ريحتهم» في لبنان. إن أوبئة فسادهم مراد لها أن تتكرر في البحرين على معزوفة حماية الطائفة الشيعية، والمراد بها تضليل شارع شرفاء الشيعة العرب، فدولتهم الإرهابية دولة ستكون ديكتاتورية مع المخالفين سواء أكانوا سنة أو شيعة، ومحصلتها الضرب المبرح وغيرها من الإساءات البدنية التي تصل إلى القتل. فمبادىء حرية الرأي والتعبير والديمقراطية بل والدفاع عن أمن المناطق وحرمة النساء جميعها «ساعة الصفر» ستكون «كلام فارغ».الدور اليوم يقع على المواطن، وعليه المساهمة ومن مبدأ الشراكة المجتمعية رصد أحوال منطقته والتبليغ عن أي مخابئ أو سراديب للأسلحة والمتفجرات. وبالمقابل هناك مسؤولية على النواب من خلال تشريع حزمة جديدة من قوانين مكافحة الإرهاب، لا بد من فرض العقوبات المشددة والعمل على تجفيف كافة منابع الإرهاب، ولا بد من قطع أبواب التمويل للجماعات الإرهابية وتبييض الحسابات واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه التجار الممولين لمشروع تغرير الشباب وجعلهم قطاع طرق يرهبون الناس.إن حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية هو الأهم، ولا تقع مسؤولية ذلك على الدولة فقط؛ إنما هي مسؤولية مشتركة مع المواطنين، كما أن هناك حاجة لتفعيل القوانين التي أقرها المجلس الوطني، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة العنف والارهاب وتوجيه الأجهزة المعنية بتفعيل الإجراءات القانونية وتشديد العقوبات.كنا قد طرحنا منذ أكثر من عام تقريباً وتحت عنوان «مشروع إنهاء إرهاب القنابل المحلية» وبعد استعراض عدد من تجارب بعض دول العالم التي وضعت خطة محكمة للتعامل الأمني مع الإرهاب من خلال توفير أجهزة كشف القنابل المتنقلة وأجهزة المسح الضوئية وأجهزة التشويش المحمولة التي تحول دون إمكانية التفجير عن بعد، كما طالبنا بمطالعة الابحاث الصادرة عن أجهزة التفجير العشوائية وأساليب التعامل معها، إن لم يزود رجال الأمن بأسلحة لمجابهة الجماعات الإرهابية، فعلى الأقل تزويدهم بهذه الأجهزة التي ستبطل كل الأعمال الإرهابية، ومن ثم سيتوقف مسلسل هدر الدماء وإسقاط شهداء الواجب. كما اقترحنا إيجاد مركز دراسات أمنية يعمل على متابعة تطورات الأسلحة والمتفجرات الإرهابية وتقديم اقتراحات مكافحتها، البحرين اليوم بحاجة للعمل على آلية التخطيط المسبق لا آلية الدفاع المضاد.الموسوي زعيم الإرهاب البحريني قام بتأسيس سبع خلايا إرهابية متطرفة جداً تؤيد أعمال العنف في البحرين وتدرب القادة السبعة لهذه الخلايا وهم؛ سرايا المختار وطلائع التغيير البحرانية وسرايا الكرار وسرايا الأشتر وجنود الإرادة وسرايا المقاومة الشعبية، جميعهم يضعون في شعاراتهم صور المسدسات ويرفعون شعارات من شاكلة «نحن من يطلق الرصاص ونحن من يفجر العبوات نحن من يزرع الشظايا بأجسادكم»، نعود لنؤكد أهمية تخصيص جائزة مالية قيمة للقبض على الموسوي مثل كل الدول التي تحارب الإرهاب، فهناك حاجة ملحة اليوم لإخراجه من سردابه الإرهابي إلى مشانق العدالة.