أن تستشهد في سبيل وطنك ودينك وقوميتك، هذا هو الشرف بعينه، ولا أكبر منه شرف. أن تستشهد وأنت تدافع عن الحق في وجه الباطل، وتدرأ بصدرك عن قومك وأهلك شر العدو وأهل الطغيان والضلال، هذا هو الشرف الحقيقي. أن تراق دماؤك وأنت تعلي راية «لا إله إلا الله» الحقيقية، وليست الزائفة التي تستخدمها تلك الكيانات «المسخ» المستغلة للدين سواء أكانت أحزاب شيطان أو حوثيين ودواعش، فإن هذا الشرف الحقيقي بعينه.ردود الفعل الواسعة لاستشهاد الأبطال البحرينيين الخمسة أثبتت بأن الإنسان البحريني المخلص لبلاده وقوميته وعروبته وخليجه إنسان من نوع آخر، ولديه إيمان بقضاياه واستعداد لتقديم الغالي والنفيس من أجل صون بلاده ومؤازرة أشقائه في الدين والعروبة والوحدة الخليجية ضد أي عدوان، بل هو إنسان يسارع لتلبية نداء الواجب ويمد العون لأخيه إن استصرخه مثلما حصل في اليمن.شهداؤنا البحرينيون وأشقاؤهم الإماراتيون وكذلك السعوديون، هم أصحاب أعلى مراتب الشهادة «الحقة» تلك التي تدافع عن الأوطان ووحدة الصف، والتي أبداً لا تبدأ بالعدوان بل تهرع للصد وإحقاق الحق حينما يطغى المعتدي ويتطاول ويظن بأن أهل الخليج العربي لقمة سائغة في متناوله. شهداؤنا في الجنة بإذن الله، وحزب الشيطان وأتباعه ممن أباحوا دم الإنسان المسلم العربي المسالم، وتآمروا على بلدانه واستقرارها، وتعاملوا معه من منظور عنصري طائفي، ووالوا من أباح قتل الآلاف من أبناء بلده باسم المذهب، قتلى هؤلاء بإذن الله لهم حساب منتظر أمام رب العالمين الذي لا يضيع الحق عنده، فحسبي الله ونعم الوكيل عليهم، وشل الله أياديهم ودمر مموليهم ومدبري خططهم والمحركين لهم. التفاعل الخليجي والعربي الكبير في زخمه بحد ذاته رسالة لمن تسول له نفسه الاستهانة بأهل الخليج، الإصرار والحزم والعزم الذي أعلن رغم استشهاد الرجال البواسل، بحد ذاته تحذير يوجه للحوثيين عملاء إيران، بأنه طال الزمن أو قصر فإن شوكتهم ستكسر، بأن عمالتهم للأجنبي ستدمر، بأن اليمن ستتطهر من كل رجس صنعه حزب الشيطان، وأن دماء وأرواح شهداء الخليج لن تذهب هدراً. نعلم بأن هناك خسائر في الأرواح، لكننا نعلم أكثر بأن الكلام الصادر بعد مثل هذه الحوادث ليس هدفه فقط رفع المعنويات واستنهاض الهمم، بل هو إثبات لثقة أبناء الخليج وعزمهم بأنهم قادرون، بأن وحدتهم التي يجب أن تتعزز أكثر بعد مثل هذه الأمور العصيبة هي الحل القادر على تحطيم كل معتد أثيم في أسرع وقت. ولذلك فإن كانت من أطراف تعاضدها مع أشقائها في الخليج يحتاج لتقوية، فها هي اللحظة تعلن عن نفسها، ها هي الساعة تدق وتقول بأن وحدتكم ومضاعفة قوتكم هي السبيل لأخذ حق دماء الشهداء، هي الطريق لكسر شوكة المجرمين، وهي الطريق لتحرير اليمن وحفظ دماء أهله. عوائل شهداء الواجب، الرجال الأبطال الذين لم يرجف لهم طرف وهم يذهبون لساحة الوغى والقتال، يحق لكم الفخر والاعتداد بملحمة الشرف الحقيقية، أنتم وأبناؤكم «تيجان» على رؤوسنا، كلنا نعزيكم ونهنئكم بشهادة هؤلاء الأبطال في ذات الوقت، لكم الفخر والعزة، والبحرين لا تنسى أبطالها أبداً. - اتجاه معاكس..لدينا شهداء حرب شرفاء، ولدينا 19 شهيد واجب أمني، ومازال بعض ممن أثبت الزمن بأن ولاءهم لا يتجه للبحرين وترابها بل يتجه لإيران وأطماعها، مازال هؤلاء «في فمهم ماء» وأياديهم «مغلولة» حينما يكون الواجب الوطني يستدعي الترحم على شهداء الواجب أو استنكار الاستهداف الإيراني الواضح. بعضهم «يقولها» أو «يكتبها» على مضض واضح، وكأن الجمر يحرقه، وبعضهم يخرس في وقت تتحدث فيه النساء برجولة تفوق رجولته بمرات. لهؤلاء العملاء نقول كما قال سيف الله المسلول خالد ابن الوليد: «فلا نامت أعين الجبناء».