لكم تمنيت أن أكون «عسكرياً» يحمل بندقيته في ساحات الوغى ويدحر المعتدي حفظاً لأمن بلاده واستقرارها وإعلاءً لكلمة الحق.. لكم تمنيت نيل شرف الجهاد ومشاركة القوات المسلحة في حروب المنطقة، مذ طفولتي التي شهدت تحرير الكويت وحتى وأنا أشهد اليوم عملية تحرير اليمن.. أي شرف هذا الذي كنت سأناله بشهادتي في هكذا ميدان وأي فخر سأحمله لأهلي وأحبتي ووطني؟!!وكيف كنت سأسطر بدمي التاريخ وأروي أرضي بالعزة والفخر؟!!لم يكن غير ذلك دافعي لإطلاق حملة «شكراً جنود الخليج» على تويتر قبل شهرين دعماً للجنود الخليجيين على الجبهة اليمنية.. لعله كان الحد الأدنى من واجبي تجاه القضية والوطن ومنظومة العز الخليجية التي ينتمي إليها وطني. لكني كنت واهمة بإسهامي الأقل من متواضع أمام الدماء المنسابة لتروي بعذوبتها عطش العزة وتطهر الأرض من دنس المعتدي؛ فهنيئاً لكم يا شهداء الخليج وهنيئاً لذويكم تلك الشهادة.. هنيئاً لأم الشهيد ووالده وإخوته وأحبته، أن قدموا للأوطان ما وقف أغلبنا عاجزاً مكتوف الأيدي عن تقديمه.أحبتنا.. درعنا الحصين.. سيفنا المسلول في وجه الأعادي.. جيوش الخليج.. قواتنا المسلحة.. امضوا في طريقكم نحو إحقاق الحق وإعلاء رايته.. فلنعم الرجال أنتم، ولنعم البطون التي حملتكم.. اليوم أنتم في أرض الفخر والكرامة والبطولة.. إن عدتم بالنصر -والله ناصركم- فإن الدار وأهل الدار مدينون لكم بالأرواح، وليس لكم إلا الرؤوس مستقراً تتربعون عليها تيجان الإباء، وإن قضى الله أمره وكتب لكم الشهادة فهنيئاً لكم تلك الخاتمة، وهنيئاً لنا بكم. أحبتنا على الجبهة.. «لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون».يا معتدياً.. يا غاشماً.. انتظر رداً حاسماً.. العز والنصر لنا.. محرراً يا يمناً..ضربة شعواء أصابت هدفاً لا تعني من النصر شيئاً، وذلك الهجوم الذي خطف أرواح أبنائنا الطاهرة لن يغير من موازين المعركة، أما اليقين كل اليقين أن الحوثي سيدفع ثمن فعلته باهظًاً، وأن الغضب الذي خلفته تلك الضربة والقوة المتجلية في مواقف ذوي الشهداء، سيمثلان إرادة وإصراراً مضاعفاً لتكون النتائج وخيمة على الحوثي وأعوانه وسادته، فدماء الشهداء لن تضيع هدراً، ولعلها تكون مفتاح الحسم والنصر في اليمن.- اختلاج النبض..اليوم يتجلى النبض علماً رفرافاً في سماء الإباء.. ودمعة فخر تقتسمها عيون الأمهات والآباء، وقبوراً تفوح مسكاً ورياحيناً تتلهف شوقاً لاحتضان الشهداء. دم سعيداً يا يمن.. ودم عزيزاً يا خليج العروبة.
Opinion
شهداء الخليج مفتاح الحسم
06 سبتمبر 2015