يوم مهيب بحق، آلاف مؤلفة من البحرينيين المخلصين خرجوا لتشييع شهداء الواجب الأبطال الذين نالوا شرف الشهادة في سبيل الحق والوطن. لم تحزن البحرين على فقد أبنائها المخلصين بقدر ما فخرت وتشرفت بزف خمسة من أبطال هذا الوطن إلى جوار ربهم في منزلة الصديقين والأنبياء والشهداء. جلالة الملك والد الجميع الرجل الشهم أعلن يوماً وطنياً في ذكرى شهداء البحرين الأبطال، وقال بأن شجاعتهم وبطولتهم ستظل محفورة خالدة في ذاكرة الوطن وفي سجلاته المشرفة. نعم صدقت يا قائدنا الأول، هؤلاء الأبطال هم تيجان على رؤوسنا، قصص شجاعة وإقدام سنوثقها بأقلامنا وسنورثها لأبنائنا ليورثوها لأبنائهم ليعرفوا بأن البحرين منبع الرجولة والشهامة والعزة، وأن دون ترابها رجالاً أشاوس لا يهادنون ولا ينكسرون أمام أي طامع وجاحد. معدن المخلصين بان وتجلى في مصابنا الجلل، المخلصون لهذا البلد كلهم ترحموا على شهدائنا الأبطال، ذكروا مناقبهم، نشروا صورهم، قدموا تعازيهم، وشاركوا في تشييعهم إلى جنات الخلد بإذن الله. هذا هو معدن البحريني الأصيل الذي يوالي أرضه الطاهرة وقيادته الشرعية، هذا المعدن الطيب الذي لا يمكن أن يتمثل به أي كاره للبحرين وعروبتها ولقيادتها، فمن لم يحزن على فقد أبناء البحرين المخلصين ليس منا، ولا نتشرف به، بل هو خائن لوطنه، عميل لأعدائه، فمن غير العدو هنا يشمت، ومن غير العميل هنا ليخرس؟!وبالحديث عن الخرس، مازالت ألسن الانقلابيين معقودة ومازالت حساباتهم في مواقع التواصل تعجز عن تسطير حرف واحد تعزي فيه البلاد بشهدائها. الجمعيات الانقلابية الموالية للمشروع الإيراني العدو المستهدف الخليج العربي لم تنطق بحرف، الولائيون لخامنئي سكتوا وخرسوا كعادتهم، بينما «الأذيال» من جمعيات كتلك المدعية بأنها ليبرالية وعروبية وكأن على رؤوسهم الطير، ليس لكم إلا العار كما كنتم في «دوار العار»، مرغوا وجوهكم في التراب وادفنوا رؤوسكم في التراب كالنعام، حتى في مثل هذا الموقف الذي تتجلى فيه الوطنية الصادقة تسكتون؟! والله البحرين رحيمة بكم، وأنتم أمامها وأمام المخلصين من أبنائها ستظلون صاغرين. شهداؤنا الأبطال أنتم في قلوبنا ولن ننساكم، أفعالكم ليست سوى أفعال رجال لا يقوى عليها كثيرون، أعظم الجهاد هذا الذي خضتموه في ساحات الوغى، وغيركم من جبناء ليس لهم إلا «الهراء» في مواقع التواصل ومن خلف «براقع» وأسماء وهمية، وليس الرجال من يتخفون ويتسترون ويخشون من كلمات يقولونها وأفعال يقدمون عليها. بحريننا الغالية عاشت يوماً عظيماً مهيباً يوم أمس، شعاره الإخلاص والتقدير والإجلال للشهداء، شعاره الولاء والانتماء والالتصاق بهذه الأرض، شعاره بأن البحرين خالدة باقية عربية خليجية إسلامية بنبض وقوة أبنائها المخلصين. رحمكم الله يا شهداء، دماؤكم الطاهرة لن تجف، فهي ستظل ترعب الخونة والجبناء. رسالة إلى ناصر وخالد بن حمد..الصور واللقطات وحدها تكفي، لكن للتوثيق لابد من توجيه الشكر والتقدير لنجلي جلالة الملك حفظه الله سمو الشيخ ناصر وسمو الشيخ خالد على المشهد الوطني الجميل والرسالة الواضحة التي وجهاها للعالم. أبناء ملك البلاد في الصف الأمامي لصلاة الجنازة، بل أول من يحمل نعوش الأبطال، وأول من يقف عند القبور، وبأياديهم يحملون التراب ويغطون به قبورهم الطاهرة. صادف وأن سلمت على الشيخ خالد وهو ينفض التراب من يديه، ضمني وشد في السلام. أحسست فيه حرقة كبيرة على الشهداء الذين أغلبهم خدم معهم لأكثر من ثماني سنوات، بل ذهب معهم لساحة الوغى وحارب معهم، وفي الوقت نفسه تحس فيه العزم والإصرار والقوة. وقبلها كلمات الشيخ ناصر لأبطالنا الأشاوس المصابين والشد من أزرهم. هذه هي البحرين حينما تحل بها أي ملمة تجد المخلصين من أبنائها وقيادتها يداً بيد عضداً بعضد، جسداً واحداً لا يجسر على الدخول بينهم حاقد. باسم كل بحريني مخلص وباسم عوائل الشهداء نقول: ناصر وخالد.. شكراً لكما.
Opinion
يوم البحرين «العظيم»
07 سبتمبر 2015