تعليقاً على تصريح مساعد وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبداللهيان، عن تطورات الأحداث في اليمن والذي جاء فيه «إن طهران تبحث عن مخرج للأزمة اليمنية بما يسهم في وقف استمرار نزيف الدم في هذا البلد»، قالت رئيس مركز الإمارات للسياسات وأستاذ العلوم السياسية الدكتورة ابتسام الكتبي ببساطة «اخرجوا منها وهي تعمر». حقيقة لا تقبل الجدل؛ فإيران أساس كل المصايب في اليمن وفي سوريا وفي العراق وفي لبنان وفي كل بلد يعاني من مشكلات أياً كان نوعها، والحل في اليمن يبدأ من لحظة خروج إيران منها، وكذلك الحال فيما يخص سوريا والعراق ولبنان وأي دولة تعاني من وجود إيراني فيها بأي شكل من الأشكال. تخرج إيران منها تعمر؛ هكذا ببساطة. وببساطة أيضاً يمكن للأمور في المنطقة أن تهدأ لحظة توقف المسؤولين الإيرانيين عن الإدلاء بتصريحاتهم المليئة بالتناقضات والتي لا مصداقية لها على أرض الواقع، فمن يسمع تلك التصريحات يعتقد أن إيران ليست طرفاً في المشكلة وأنها فقط تراقب من بعيد وتحلل، وتصريح كهذا الذي أدلى به عبداللهيان يؤكد هذه الحقيقة، فعندما يقول «إن طهران تبحث عن مخرج للأزمة اليمنية لوقف نزيف الدم في هذا البلد»، يبدو الأمر معه وكأن إيران ليست طرفاً لا أساسياً ولا ثانوياً في المشكلة اليمنية، وأنها تبحث عن مخرج للأزمة اليمنية من منطلق إنساني وأنها تفعل هذا لأن الواجب الأخلاقي يحتم عليها ذلك ولأنها تنتمي إلى المنطقة. الحقيقة التي تدركها إيران جيداً هي أنه لولا تدخلها في اليمن ودعمها لفريق الحوثيين ومدهم بالمال والسلاح وبالمستشارين لما تعقدت المشكلة اليمنية، ولما وصلت إلى ما وصلت إليه، ولما صار هكذا الحال الذي يعيشه هذا البلد. لولا دخول إيران في المشكلة اليمنية لأمكن حلها ببساطة، فهي التي شدت من أزر الحوثي وأغرته ليحتل صنعاء وينقلب على الشرعية، وهي التي خططت لطرد الرئيس الشرعي الذي لم يجد بداً من الخروج من عدن والالتجاء بالمملكة العربية السعودية التي هي الأخرى لم تجد بداً من العمل على تصحيح الوضع الخاطئ الذي صار فيه اليمن ويؤثر على كل دول مجلس التعاون.لولا تدخل إيران في اليمن لما حدث كل هذا الذي حدث ولما اضطرت السعودية والرئيس الشرعي لليمن لتشكيل التحالف الذي خاض حرباً حقيقية خسر فيها عدداً غير قليل من الجنود الذين لبوا النداء، ولايزال مستمراً في هذه المهمة التي راح ويروح ضحيتها يومياً العديد من المواطنين اليمنيين. دعم إيران للحوثيين قوى شوكتهم وأغراهم لارتكاب الحماقات، وبإمدادها لهم بالمال والسلاح والدعم الإعلامي جعلهم يظنون أنهم صاروا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على كامل اليمن، وهذا الظن أوهم إيران نفسها بأن الأمور تسير لصالحها وأن العملية تشبه النزهة، معتقدة أن السعودية لن تغامر بالدخول إلى الأراضي اليمنية ولن تجرؤ على قصف أي هدف للحوثيين. كل هذا حدث وللأسف، والسبب هو الحلم الفارسي الذي للأسف أيضاً لا ينتبه له كل من يصير تحت تأثير الملالي، أو بالأحرى لا يحب أن ينتبه له، فصار اليمن في وضع لا يحسد عليه ولم يحصل اليمنيون على أي شيء مما وعدتهم به إيران التي تركت اليمن ليواجه كل هذا الذي يواجهه ويعاني منه، واعتبرت نفسها مراقباً ومحللاً سياسياً يحق له البحث عن مخرج للأزمة اليمنية.اليمن ليس في حاجة للمشاريع التي يمكن أن تخرجه من الأزمة التي يعاني منها، حل الأزمة اليمنية سهل يسير وهو يبدأ مع اللحظة التي تقرر فيها إيران الخروج منها. خروج إيران من أي بلد تعمر.
Opinion
اخرجوا منها تعمر
09 سبتمبر 2015