كيف جاء الحوثي إلى اليمن؟ من زرعهم كخلية إرهابية في بلد هو أصل العرب، «بنك العرب»؟ هذا سؤال يشكل علامة استفهام كبيرة قد تشغل الرأي العام الخليجي تحديداً.معظم المعلومات تؤكد أن الحركة تأسست على يد حسين بدر الدين الحوثي عام 1992 وقد بدأت كحركة سياسية دينية مسلحة في صعدة، وبالمناسبة أليس هذا دليلاً آخر يؤكد أنها خلية إرهابية تتبع إيران التي تضع دائماً شماعة الدين وتدرجه كاسم في تنظيماتها للتغرير بالشباب والناس وتحويلهم إلى عملاء لها في الدول العربية؟ ألا يذكركم هذا بجماعة المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق والبحرين التي تزرع القنابل وتفخخ مناطقنا الآمنة وتمارس الأعمال الإرهابية؟ يبدو أن «الدين المحرف» هو البضاعة الإيرانية والتجارة التي تتاجر بها لعقول المغرر بهم والدين بالأصل بريء من كل هذا.عودة إلى موضوعنا رغم أن المعلومات تشير إلى أن تأسيس تنظيم الحوثيين جاء بشكل رسمي عام 1994 إلا أن هذه الخلية قد وجدت قبلها «كجس نبض» في المجتمع اليمني من خلال فكرة منتدى الشباب المؤمن عام 1990 حيث انطلق المنتدى كفكرة شبابية لأجل الاستحواذ على فئات الشباب ليكونوا قيادات حوثية مستقبلاً وتجنديهم لهذا المشروع البعيد المدى.منتدى الشباب المؤمن ظهر كتنظيم مذهبي مستتر تحت مسمى مؤسسة تربوية فكرية تمارس أدواراً توعوية وثقافية في المجتمع اليمني المدقق فيه ولو قام أحدهم بالبحث عنه في تلك السنين لوجد أنه يعمل على تنظيم مجموعة حلقات في المساجد والهجر العلمية التي تعتبر معقل لطلبة العلم والمتدينين وكانت جهوده تنصب في محاولة إعادة توجيههم ودفعهم لدراسة بعض الأشياء الجديدة والتعديلات «التحريفية للدين طبعاً» في أنشطة المساجد والهجر وقد استمرت المرحلة التأسيسية لهذا الفكر المتطرف وعمليات «غسيل المخ» واستبدال المناهج الدينية القديمة بالجديدة من عام 1990 إلى 1994 «نفس السنة التي ظهر فيها الحوثيون بشكل رسمي في اليمن!وبالمناسبة أليس مؤسسها المدعو حسين بدر الدين الحوثي قد عاد وقتها من السودان للتفرغ لقيادة هذا الشباب المؤمن؟ أليس اليوم من يقود الحوثيين هو عبدالملك الحوثي الذي كان عضواً في هذا المنتدى أيضاً وشقيقه؟ لا ننسى أيضاً أن المدعو حسين الحوثي أسس بالتعاون مع عدد من زعماء الزيدية حزب «الحق» المعارض عام 1990.لا يمكن إنكار أيضاً وبشهادة كثير من مواطنين اليمن الشقيق أن المدعو علي عبدالله صالح سواء اتفقت الآراء أو اختلفت أنه ينتمي لجماعة الزيديين، كما إن هناك من يذكر أنه ينتمي للزيدية القبلية وسواء كان ينتمي لهم أو لغيرهم، لا يمكن نفي فكرة مساهمته في تمرير المخططات الإيرانية في اليمن لتقاطع مصالحه معها ولانشغاله بنهب ثروات اليمن البلد الغني المصادر والموارد كما إنه سهل إرسال الكثير من الشباب إلى إيران للدراسة الدينية هناك وتبني الأفكار الدينية المتطرفة والعودة لتطبيقها ونشرها في داخل اليمن حتى وإن كان الظاهر هو تصادمه وحربه مع جماعة الحوثي أكثر من 6 مرات طيلة فترة رئاسته فلا يمكن إنكار أنه كان يستفيد من استغلال صراعه مع الحوثيين في الاستحواذ على مساعدات دول الخليج ودعمهم العسكري والمادي بتخزينه في جيوبه وخزائنه الخاصة مقابل استفادة خصومه بالخبرة العسكرية أي باختصار المخلوع علي عبدالله صالح كان يبحث عن مصالحه الخاصة ولم يكن بالأصل تهمه الحرب مع الحوثيين فهو يجري وراء منافعه بالنهاية.ورغم وجود إحدى عشر اتجاهاً دينياً في مذهب الزيدي ورغم أن جماعة الحوثيين كانت تعتبر الأقلية في الاتجاهات الدينية لهذا المذهب إلا أن التمويلات الإيرانية وإمدادات الأسلحة التي كانت تتم بالتهريب عبر أكثر من 24 سنة إلى جانب إرسال معدات تصنيع الأسلحة عبر السفن الإيرانية لليمن جعلتهم قوة تنطلق كخلية إرهابية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن.. السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل ما كشفناه هنا كم خلية إرهابية نائمة أخرى أسستها إيران منذ سنين طويلة موجودة في دولنا العربية والخليجية؟ هل نضمن ألا يتكرر سيناريو اليمن مستقبلاً في دول أخرى قد تظهر اليوم بمسمى الحياد فيما قد تكون تمارس نفس دور المخلوع علي عبدالله صالح في تمرير و» تطويف « ما تقوم به إيران لتقاطع مصالحهم معها و»كأنها ما تشوف ولا تدري!»، هل نضمن ألا تكون هناك حرب خليجية عربية أخرى ما بعد اليمن؟ كلها علامات استفهام مطروحة.إحساس عابر:- في مايو الماضي أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بشأن اعتداءات الحوثيين على المدنيين وما خلفته من مئات الجرحى والقتلى بيان تشير فيه إلى أن جرائم الحوثيين قد تدرج تحت مسمى جرائم حرب.- لمن لا يدرك أبعاد الحرب الكبيرة الطاحنة التي تخوضها قواتنا الخليجية في اليمن ندعوه لمطالعة الأرقام المفزعة لجرائم الحوثيين في اليمن فحسب تقارير صادرة أن الحوثيين تسببوا بمقتل 30 ألف مدني وتدمير 400 مسجد كما سجلت المنظمات الدولية وجود 13905 حالات انتهاك، الحوثي لديه مشروع تمددي في شبه الجزيرة العربية يهدف إلى دخول الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية واقتحام أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، إن أمن اليمن اليوم من أمن كل شعوب العرب وتحديداً الخليجيين.- بث الحوثيون وعملاء إيران إشاعات بشكل مستمر حول أسر بعض الشخصيات وعدد من أفراد قواتنا الخليجية المشاركة في «إعادة الأمل» يأتي لكسر العزائم والتأثير على المعنويات لذلك فمسألة تنظيم حملات دفاعية إلكترونية وإعلامية مهمة جداً أقلها لكشف زيف مثل هذه الإشاعات.- من يسعى لتحرير اليمن اليوم من أعدائها قد سعى لإنهاء سيناريو تحرير الخليج مستقبلاً من إيران، عيدنا هذه السنة كعرب لن يكون في أوطاننا بل في اليمن وساعة تحريرها بإذن الله.
Opinion
هل سيناريو حرب اليمن يتكرر في الخليج مستقبلاً؟
18 سبتمبر 2015