كانت ثواني معدودة جمعتني برجل الأعمال الإماراتي الملياردير خلف الحبتور الذي يعتبر نموذجاً للرجل العصامي، الذي قاسى في صغره، لكنه استطاع أن يبنى إمبراطورية، كما يقال من الصفر، هذا اللقاء والتصريح الصحافي السريع الذي لم يتجاوز الدقيقة لصحيفة «البيان» الإماراتية التي أمثلها كمراسل في البحرين مع هذه الشخصية كانت كلمات نابعة من القلب في تعبيره عن حبه للبحرين وقيادتها، وكانت عفوية الحبتور هي ما أعجبتني في شخصيته وتواضعه، حين عرفته بنفسي، فحقاً إن معادن الرجال وصفاء قلوبهم التي لا يدخلها الغرور مهما بلغت ثروتهم تمثلت في شخص هذا الرجل، الذي يعتبر مثالاً للعمل التطوعي، فقد كان أحد الفائزين بجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي التي أقيمت بالمملكة الأسبوع الماضي. بعبارة ألخصها في أنه «لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة»، هذا ما جسده رجل الأعمال الإماراتي العصامي «بوراشد» الذي يعد من أحد أهم الأسماء في دولة الإمارات، بعد أن شق طريقه فوق كل المعوقات والصعاب التي واجهته في بداية مشواره وخطواته الأولى، حتى إنه قال في إحدى لقاءاته الإعلامية إن «الجوع لم يعفه من قبضته في طفولته وأنه في الماضي ركب الجمال والحمير وها هو اليوم يستقل «البنتلي» ويسافر بطائرة خاصة»، هذا التحول في حياة هذا الرجل العصامي لم يأت من فراغ بل جاء بمعاناة ومشقة، انعكست عليه في مساعدته للفقراء والمعوزين، فمشروعاته الخيرية والخدمية شاهدة على ذلك، وهي جاءت كشكر على الخير والنعمة التي منّ الله بها عليه، فبعد حياة الجوع والفقر والحاجة انتقل إلى عالم الثراء والشهرة بكفاح، بعد أن مر بحياة التحدي والإصرار، فالحبتور بحق نموذج لشباب الخليج والعرب ليكون قدوة لهم ليشقوا طريق حياتهم في مختلف المجالات.من الكلمات التي ذكرها رجل الأعمال الحبتور والتي تؤكد أن المال ليس كل شيء في هذه الحياة، أن «ثروة الإنسان الحقيقية لا تقاس بالمال بل تكمن في نعمة الصحة وقوة الشخصية والكرم والراحة والقدرة على استيعاب الأمور، فالإنسان مهما بلغ من الثراء يجب ألا يتخلى عن مبادئه وتواضعه كما عهده الناس سابقاً حين كان بسيطاً»، الحبتور يقول إن «مشيته هي ذاتها» بكل بساطة وعفوية، في حين للأسف الشديد نرى من هو أقل من الحبتور في الثراء والمال بكثير، وقد يكون إنساناً عادياً يمشي بخيلاء مشية الطاووس، وكأن الأرض لا تسعه، وهو يمشي في كبر وعظمة، وهو لا يعلم أنه من تراب وسيعود إليه. وفيما يتعلق بالعمل الخيري، الذي تم تكريم خلف الحبتور عليه، وحصوله على جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل الخيري، أكد في حديثه أن «من واجب الجميع مساعدة من هم أقل حظاً، وأن يعمل الخير ويساعد الفقراء والمحتاجين، ولا يقلل من مستواهم، فالزكاة إذا ما تم إخراجها لن نجد فقيراً في العالم وليس في الوطن العربي، والتكافل الاجتماعي بين البشر مطلوب، فالإنسانية وعمل الخير والتطوع لا يعرف الحدود ولا الأعراق أو الأجناس والملل والمذاهب والأديان، فالحياة الكريمة حق لكل بني البشر»، وهذا ما شدد عليه في أن «مؤسسة خلف الحبتور للأعمال الخيرية لا تفرق بين أحد في اللون أو الثقافة أو الدين عند تقديم المساعدات».همسة: من منا لا يسعى إلى تحقيق النجاح في الحياة، لكن البعض يخفق في الوصول لهذا النجاح ويعتقد أنه مستحيل، وفي الحقيقة إننا ربما نكون قد أهملنا أسباب النجاح وتكسرت أحلامنا عند صخرة الإحباط واليأس، «فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة».