نسمع ونقرأ الكثير عن الاستراتيجيات والخطط ونحضر العديد من الندوات والمحاضرات الرامية لتشجيع البحوث العلمية في المجال الرياضي، كل ذلك من أجل تطوير الحركة الرياضية البحرينية وصناعة البطل الأولمبي البحريني، ولكننا على أرض الواقع لم نستشعر أي تنفيذ أو تطبيق لأي من تلك الاستراتيجيات والخطط والبحوث العلمية إلا الشيء اليسير جداً فيما يبقى الجزء الأهم من تلك الخطط والاستراتيجيات والبحوث مجرد بهرجة إعلامية تنتهي بتخزينها في الأدراج المغلقة!لا ندري إلى متى سيظل هذا النهج العاطفي يبسط سيطرته على رياضتنا المحلية ولا نعلم متى سيتم ترجمة التنظير إلى تطبيق عملي على أرض الواقع وما أحوجنا لمثل هذا التطبيق الذي طال انتظاره!مناسبة هذا الحديث عن التنظير والتطبيق هو ما تمخضت عنه ندوة «أهمية البحث العلمي في تطوير الرياضة العربية» التي نظمتها اللجنة الأولمبية البحرينية الأسبوع الماضي في إطار التحضير للنسخة الثانية من «جائزة ناصر بن حمد آل خليفة للبحث العلمي في المجال الرياضي» من توصيات قيمة تستحق النظر إليها بجدية...هذه الندوة حاضر فيها نخبة من المحاضرين العرب المتخصصين في العديد من المجالات العلمية ذات الصلة بالحركة الرياضية وقدموا خلالها العديد من الحلول لحلحلة الوضع الرياضي العربي بشكل عام والوضع الرياضي البحريني بشكل خاص الأمر الذي يؤكد أهمية التطبيق وعدم الاكتفاء بالتنظير ما دمنا نمتلك العقول القادرة على التغيير.قد يقول قائل بأن تطبيق هذه البحوث على أرض الواقع يحتاج إلى موازنات ضخمة وقد يقول آخر إن لدينا أولويات أهم من الرياضة!هنا علينا أن نختار بين أن يكون لنا رياضة متقدمة نتباهى بها عالمياً أو أن نكتفي برياضة الهواية المحلية بمعنى إما أن نمضي بجدية في تطبيق خطط التطوير الرياضي ونستمر في عقد الندوات وتشجيع البحوث العلمية الرياضية ونجتهد لإقناع الدولة بأهمية الرياضة وأهمية تخصيص موازنات لتطبيق تلك البحوث مع أهمية أن يكون لشركات ومؤسسات القطاع الخاص موقف وطني من دعم هذه التوجهات، أو أن نتوقف عن كل هذا النهج التنظيري ونكتفي برياضة ترفيهية ونوفر كل ما يتم إنفاقه على القطاع الرياضي وتوجيهه للقطاعات الأخرى!فإلى أي الخيارين نحن متجهون؟!