ماضي الحياة وحاضرها ومستقبلها في البحرين وطبيعة أهلها اختصرها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في جملة واحدة، حيث قال خلال استقباله إحدى العائلات البحرينية «البحرين عائلة واحدة تجمع بين أفرادها محبة الوطن والرغبة الصادقة لتحقيق ازدهاره ونهضته»، محدداً بذلك أيضاً أهم معيارين للمواطنة وهما، محبة الوطن، والعمل بصدق لخدمته. هكذا هي البحرين دائماً، وهكذا هم أهلها في الماضي والحاضر، وهكذا هم في المستقبل، وليس من أهلها من لا يحب الوطن ويضحي من أجله بالغالي والنفيس ومن لا يبذل أقصى ما يستطيع من جهد لازدهاره ونهضته.هكذا هي البحرين وهكذا هي قيادتها التي تثمن كل عطاء وتبادل كل حب بحب، وتعلي من شأن مواطنيها وتسعى للارتقاء بهم، وتقدر وتحترم كل من يعمل ويجتهد ليدخل في موسوعة الذاكرة الوطنية.هذه العائلة البحرينية الكبيرة لم تعرف قط الخلاف والشقاق، وهي لم تعرفه حتى بعد أن سعى البعض إلى نثر بذور الحقد والطائفية في أرضها، حيث باءت كل محاولاته حتى الآن بالفشل، وستستمر في فشلها، لأن الأساس قوي، ولأن الوعي بما يجري في المنطقة وبما يراد لها كبير.خمس سنوات متواصلة، سبقتها سنوات أخرى عديدة صرفت في التحضير لقلب كيان هذه العائلة، ومع هذا ظلت متماسكة ولم تتأثر بكل ما جرى عليها من أحوال، وهي لو كانت غير هكذا لصارت البحرين سريعاً في غير هذه الحال. هذه حقيقة يدركها كل من أراد بهذا الوطن سوءاً وإن قرر الاستمرار في محاولاته، حيث الأكيد أنه سيستمر في فعله الشائن، ولن يتوقف عن تجربة حظه من جديد، وسيستغل أي فرصة تسنح.تماسك العائلة البحرينية كان حائط الصد الأكبر لمحاولات اختراق هذا الوطن، وإصرار هذه العائلة على الصمود والمواجهة أدى إلى فضح ذلك البعض وانكفائه، وحرص كل فرد في هذه العائلة على العمل على ازدهار الوطن ونهضته كان بمثابة الصفعة التي لم يحتملها ذلك البعض، فارتد على أعقابه خائباً، وهكذا سيكون حاله كلما حاول إعادة الكرة حيث الأساس القوي للعائلة البحرينية كفيل بصد كل فعل خائن، ورد كيد كل من يريد الكيد للبحرين في نحره.لهذا السبب، وغيره أيضاً، فشل ذلك البعض في محاولاته لشق الصف، وتشتيت هذه العائلة بمحاولة تصنيف أفرادها مذهبياً وطائفياً، حيث وقف الجميع في وجه هذه المحاولة التي تكررت فذاق أصحابها طعم الفشل مرات متعاقبة، فأفراد هذه العائلة عاشوا على مدى السنين الطوال متحابين وتعايشوا برغم كل الاختلافات فيما بينهم ولم يقف بعضهم من «الأبعاض» الأخرى موقفاً سالباً، وكان التواصل فيما بينهم وما ينتج عنه من حب وتعاون كفيل بردع كل من تسول له نفسه التطاول على الثوابت ومحاولة زرع الفتنة.من الأمور التي تؤكد أن العائلة البحرينية كانت ولا تزال عائلة واحدة معرفة القيادة بالجميع، لأنها تتواصل مع الجميع، ولأن هذا هو ديدن العائلة البحرينية الواحدة وديدن هذا المجتمع، وبالتالي فإن القيادة تعرف من يعمل من أجل ازدهار هذا الوطن ونهضته وتعرف من يريد به السوء.العائلة البحرينية الواحدة وتلاحمها مع القيادة أدى إلى انكشاف أمر ذلك البعض بسهولة وساعد على تقوية الجبهة الداخلية لصد كل محاولات الإساءة لهذا الوطن، وتلكؤ البعض في العمل على ازدهار الوطن ونهضته أدى إلى انكشافه وتهميشه وإخراجه من دائرة العائلة الواحدة.لكن ذلك البعض لن يهدأ وسيستمر في محاولاته، وهو لن يفوت فرصة قرار تشكيل حكومة مصغرة، ليطعن من خلاله هذا الوطن، وقد بدأ بالفعل في تأليف ما طاب له من قصص وحكايات.