هناك على مرمى وجع من الذاكرة الإسلامية والعربية في جنيف وبعد 12 قرناً، من قيام إمارة فراكسينتوم الإسلامية الألبية، يسعى حفدة مؤرخين أوروبيين إلى إعادة ذات سيناريو التشويه للدول الإسلامية عبر بوابة حقوق الإنسان، وما نحن بمتعظين.شوه أجدادهم في العصور الوسطى صورة 20 عربياً مسلماً ضلت بهم سفينتهم من سواحل الأندلس وتقاذفتهم الأمواج ورمت بهم على شاطئ خليج سان تروبس في جهات جنوة، ليؤسسوا منها وجوداً إسلامياً عبر إمارة فراكسينتوم الألبية، ترك آثاراً مهمة، ومع ذلك وصفوهم بـ «اللصوصية والقرصنة».ذلك هو دأبهم.. «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم».ومن قبل قلنا هنا إن حقوق الإنسان أضحت «سوطاً» يضرب به على ظهور دول»، من قبل مؤسسات دولية، تخدم أهدافها الدول الغربية، ومع ذلك لا نتعظ.وأصبحت الدول الإسلامية تهرول إلى جنيف دورياً لتأخذ من معين المعايير الدولية لحقوق الإنسان، مع أن الأرقى منها موجود في دينهم منذ ما قبل أدبيات «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».وأصبح الأنموذج الغربي يأثر قلوبنا وعقولنا، وأصبحنا نهرول إلى أوروبا مهاجرين ولاجئين لا نرى في دولنا الإسلامية والعربية إلا أنموذجاً يكرس الهروب.من كان يظن أن أوروبا التي كانت تعيش في ظلام الجهل فأنقذها المسلمون تعود إليها الدول الإسلامية لتأخذ منها قيم حقوق الإنسان، ومعاييرها، وها هي رسالة ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج جورج الثاني سنة 1028 إلى ملك الأندلس الخليفة هشام الثالث تعيد إلى الأذهان ذلك المجد الضائع، والتي يقول له فيها «سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل، لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم، لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان....».صحيح أن أوروبا تقدمت وتأخر المسلمون، لكننا نملك ما لا يملكون، ولكن من يخرج ما نملك إلى ملك يميننا؟وهم يتباكون على ضياع حقوق الإنسان في الدول الإسلامية والعربية، ولكن حينما ينتهكون حق مسلمٍ عندهم لا يرون فيه إلا شخصاً مهدداً لأمنهم، وكانت تجربة اعتقال الطفل السوداني الأصل الأمريكي الجنسية أحمد محمد الحسن لأنه أراد أن يثير إعجاب أستاذته فاخترع ساعة إلكترونية، وظنوها قنبلة، أنموذجاً للعديد من الانتهاكات لحقوق المسلمين في الغرب.
Opinion
حقوق الإنسان
20 سبتمبر 2015