«سبعة أعوام ورهان تاء الشباب لايزال قائماً، هذه التجربة بألفتها وتألقها تساعدنا من خلال المختبرات الشبابية على أن نبصر طريق المستقبل. هذا التمرير الثقافي والفكري ما بين الأجيال يجعلنا نؤمن بأن لدينا الكثير لننجزه وأننا في هذه المشاركة الجماعية والاشتغال الجميل بإمكان كل واحد منا أن يحقق التكامل الإنساني الذي نطمح إليه». بهذه الكلمات الجميلة افتتحت رئيسة هيئة الثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مهرجان «تاء الشباب» في نسخته السابعة، ولأن الإبداع يمر سريعاً، كنَّا نتمنى عدم مرور الوقت لنعيش شغف الحياة مع أروع شباب الخليج العربي، لكن الإبداع عادة ما يعلق بالذاكرة.مبادرات شبابية أجمل مما نتصور، قام بها شبابنا البحريني، من «الألف إلى الياء»، ولأن الكبار من المسؤولين لا يتدخلون في عمل شباب التاء، أُعطيت لهم الفرصة الكبيرة لتفجير طاقاتهم وإبداعاتهم ليقدموا أقصى ما لديهم من إمكانات رسمت على وجوه الناس الفرح والبهجة، وأيقظت في عقولهم المزيد من المعرفة والعلم والأسئلة، وبين هذا وذاك أتحفنا شباب التاء هذا العام كما هم في كل عام، من الإبداعات المتواصلة، وبعطاء بلا حدود.هؤلاء هم شباب البحرين، الذين راهنَّا ومازلنا نراهن على أن يقدموا كل جميل، بعيداً عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو الحب والمعرفة في وطن الحضارة، وبما أن الذي يقود هذا المهرجان المشروع شباب البحرين الأعزاء، فلا خوف من التكرار والملل والجمود، فالأفكار الجميلة والخلاقة لا تتوقف أبداً عند حدود النسخة الأولى أو الثانية، بل تعدت كل ما يمكن أن يقال حول ما يصنعه الشباب البحريني في مجال الثقافة والآداب والفنون في تائهم الجميل.كل من التقيتهم ممن حضر فعاليات مهرجان «تاء الشباب» في نسخته الأخيرة، أشادوا بمستوى التنظيم وقوة الأداء وروعة العطاء، ولربما ارتسم الحزن على من لم يستطع حضور كل فعاليات التاء لأي عذر كان، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على نجاح المهرجان وانتصار شبابه على كل قوى الظلام والتخلف والجمود.كنَّا نتمنى من بعض المؤسسات الوطنية الكبيرة ومن كافة تجار البحرين الأعزاء ومن الشركات التجارية، دعم المهرجان بصورة مباشرة، فالتاء يحتاج إلى دعمنا كلنا، وأن ندعمه بالكلمة والتشجيع وبالمال وبكل الإمكانات المتاحة لدينا جميعنا، فهؤلاء الشباب ربما نذروا أنفسهم وشبابهم للتاء، ولو كان ذلك على حساب متعتهم ورفاهيتهم وراحتهم الشخصية، حيث كانوا طيلة الأشهر الماضية يواصلون النهار بالليل من أجل إنجاح المهرجان، وبعد الانتهاء منه، ها هم اليوم يبدؤون من جديد بالتفكير الجاد لمهرجان «التاء» للعام القادم في نسخته الثامنة، وبهذا، ألا يستحق هؤلاء الشباب دعمنا ورعايتنا لهم؟أمَّا في ختام حفل المهرجان، فقد أكدت الشيخة مي أن «مهرجان تاء الشباب وللمرة السابعة، أثبت أن الثقافة تنبض في قلب الشباب الذي رهاننا عليه لا يتوقف لصناعة المنجز الجميل»، فشكراً جزيلاً لكم ولكل من ساهم في إنجاح أجمل المهرجانات الثقافية في الوطن العربي.