تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان الذي عبر عن قلق بلاده إزاء ما سماه «استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين»، وقال «إننا مستعدون لبذل جهود من أجل بدء الحوار الوطني بين كافة الأطراف» «يقصد في البحرين»، لا قيمة لها وتصنف في باب الضحك على الذقون، لأنه وجميع المسؤولين الإيرانيين يعلمون جيداً، بل جيداً جداً، أن الحكومة هنا لن تقبل بهذه الوساطة وهذه الجهود ويعلمون أنها تعلم أن هذه التصريحات هدفها توصيل رسالة إلى العالم مفادها أن إيران لا علاقة لها بالمشكلة في البحرين وأنها إنما «يقلقها» ما يجري في هذه الدولة الجارة، وتريد أن تعمل شيئاً لله يسجل في ميزان حسناتها!باختصار، البحرين تعلم جيداً أنه لولا إيران لما حدث ما حدث ولما تعقدت الأمور، فهي أساس المشكلة، وهي المحرض والداعم لكل عمليات التخريب والإرهاب التي تحدث في البحرين، وفي المنطقة بشكل عام، ولولا أن سيناً أو صاداً من الذين يهمها أمرهم محكوم عليه بالسجن لما كلفت إيران نفسها، وأوعزت لمسؤوليها إصدار مثل هذه التصريحات من دون توقف، ومن يعود إلى تفاصيل تصريح عبد اللهيان هذا الذي صدر الأربعاء الماضي سيتأكد من هذه المعلومة حيث اعتبر وجود البعض في السجن «أمراً خاطئاً».البحرين ليست في حاجة إلى تشجيع عبد اللهيان على الحوار مع «المعارضة» التي وصفها بأنها من «أكثر المعارضات ديمقراطية»، والبحرين لا يهمها أن يقلق عبد اللهيان أو غيره من المسؤولين الإيرانيين لأنهم باختصار لا علاقة لهم بـ «أخطائنا»! كما إن البحرين تعتبر ما قاله عبداللهيان في تصريحه عندما دعا الحكومة إلى «إخراج العناصر المتطرفة من داخل الحكومة وإيجاد فرصة للمصالحة مع شعبها» تدخلاً في الشؤون الداخلية للبحرين. يكفي البحرين أن يتوقف المسؤولون الإيرانيون عن توزيع مثل هذه التصريحات عديمة الجدوى وفاقدة القيمة، ويكفيها توقف إيران عن التدخل في شؤونها الداخلية لأن هذا أمر مرفوض وخط أحمر.المشكلة في البحرين محلية ولا تحتاج إلى وساطة هذه الدولة أو تلك، والحلول لهذه المشكلة متاحة وهي تبدأ بتوقف إيران تحديداً عن توجيه من تعودت توجيههم، وتبدأ بتوقف ذلك البعض عن تلقي التعليمات من إيران، وتبدأ باتخاذ «المعارضة» موقفاً من كل من يريد أن يتدخل في البحرين، وإن تحت عنوان مساعدتها على الخروج من هذه المشكلة.نصف حل المشكلة في البحرين يتوفر في ابتعاد إيران عن هذا الموضوع، وتوقفها عن التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد المستقل والعضو بالأمم المتحدة، ونصف النصف الآخر من الحل يتوفر بتوقف كل من يتخذ من الحكومة موقفاً سالباً، عن تسلم التعليمات من إيران أو غيرها من الدول أو المنظمات. ولولا تدخل هذه الأطراف التي يفترض ألا يكون لها علاقة بالمشكلة لما تعقدت ولأمكن حلها سريعا، ولولا استعانة «المعارضة» بتلك الأطراف واستمرارها في الإصرار على تدخلها – وهو ما دعت إليه بوضوح في جنيف مؤخراً – لما تطورت ولما حصل كل هذا الذي حصل.ابتعاد إيران عن المشكلة التي تسبب فيها ذلك البعض، وكانت هي وراءها، وظلت لسنوات تعمل لذلك اليوم، وتحرض وتصرف الكثير من الأموال وتفعل كل ما هو ممكن أملاً في تحقيق مرادها، نتيجته المنطقية التوصل إلى حلول مناسبة لها ترضي جميع الأطراف ذات العلاقة، وتوقف ذلك البعض عن الاعتقاد بأن الحل يأتي من الخارج، نتيجته المنطقية تسهيل التوصل إلى الحل المنشود. للتأكد من هذا الأمر على «المعارضة» أن تقوم هي هذه المرة بالرد على تصريحات عبد اللهيان وتطلب منه التوقف فوراً عن مواصلة هذه اللعبة السخيفة المكشوفة.