«إنه في حال اضطررنا أن نتعاون مع الشيطان فإننا على استعداد للتعاون معه حق في قعر جهنم» إنها الكلمات التي جاءت على لسان لاريجاني، واختتم بها د. سلطان النعيمي حديثه عن السبل التي تنتهجها إيران لتحقيق غاياتها والتي تضع مصلحتها التوسعية وطموح نفوذها في أولوية كل الاعتبارات، وقد جاء ذلك في محاضرة قدمها أمس الأول بمركز عيسى الثقافي تحت عنوان «إيران بين هامش الأحقية وطموح النفوذ».تترجم الكلمات السابقة السياسة الخارجية الإيرانية لاسيما تجاه دول الخليج العربي، وتبرر الوسائل التي باتت تعمد إليها لتحقيق غاياتها الاستعمارية السرطانية، وما يختلج النظرة الأعجمية من خفايا شيطانية تجاه دول المنطقة، وهو ما يجعل دعم الإرهاب في الخليج العربي تحديداً واضح الغايات والمآرب، ملتحفاً بشعارات دعم المستضعفين والمسلمين. إن واحدة من أهم النقاط التي أشار إليها النعيمي في محاضرته وسلط الضوء عليها، استغلال إيران للقضايا والمتغيرات السياسية لتحقيق غاياتها، بذريعة نصرة المظلومين وتبني قضايا الإسلام والمسلمين، كما فعلت في نشاطها المبتور عمداً ودعمها المنحاز لفئات وأحزاب محددة تحت عنوان «نصرة القضية الفلسطينية» مثلاً، والتي أرى أنها الورقة التي لا تلجأ إليها إيران إلاَّ عندما تدعوها إلى ذلك الضرورة التنفيذية لسياستها الخارجية. وفي تحليل عاجل لبعض الخطابات الإعلامية أو نصوص التصريحات الصحافية للنظام الإيراني، كشف النعيمي النقاب عن تلك الازدواجية في الخطاب الرسمي الإيراني والتي تنم عن تلاعب معلن وتأرجح على المعاني، وهو ما يمنح إيران - باعتقادي - فرصة الظهور بصورة ملائكية دينية تسعى لتحقيقها، في تغييب نسبي للتعاون مع الشيطان، ولأن إيران حلّت عليها لعنة برزخ لعلها تقبع فيه أبد الآبدين، اختارت أن تصنع جحيم تعاونها مع الشيطان بيديها، فقررت أن تشعل الخليج العربي جحيماً لا تنطفئ نيرانه البتة، وهو ما يترجم الضبطيات الأمنية المتتالية لمصانع ومستودعات أسلحة وخلايا إرهابية لاسيما في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن الجحيم اليمني وقبله السوري الذي طالت ألسنة نيرانه الخليج العربي في مجالات ومصالح مختلفة وبما يهدد الأمن الإقليمي.مازال الخليج العربي، ورغم ما يواجهه من جحيم إيراني آثم، لا يملك الكثير من الخطط لمواجهة إيران بصفة واضحة ومحددة، ومازالت الرؤى الخليجية تجاه الأمر رغم اتفاقها العام، إلاَّ أنها تعاني من اختلافات جوهرية في تقييم وتقدير مواقفها من إيران ومدى خطورة انتشارها الورمي في المنطقة. والحق يقال، فإن الجهود الأمنية التي تتخذها دول المنطقة لاسيما السعودية والبحرين والإمارات ضخمة جداً، ولكن السؤال، هل تحتمل هذه المرحلة الاكتفاء بالجهد الأمني لاسيما في ظل الحملة الشرسة التي تشنها إيران وتتزعم فيها مواقف دولية أخرى تجاه السعودية؟!اختلاج النبض:خطوة مباركة تلك التي قامت بها المملكة العربية السعودية في تدشين قناتين باللغة الفارسية لتكون منبراً إقليمياً يستهدف الداخل الفارسي ونظامه، والتعويل على نشاط إعلامي كهذا كبير جداً، نرجو أن يرقى لمستوى الطموح، وأن يقدم خطابه الحازم المأمول استكمالاً لمسيرة استعادة العزة والشرف العربي التي تبناها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى جانب أهمية كشف الحقائق المتوارية عن أنظار الشعب الإيراني المغيب.