ليست الحالة الأولى، ولا الأخيرة، التي يتم فيها اكتشاف مخازن أسلحة في البحرين، فما يتدفق من أسلحة سنوات «السبات والنبات»، لا يعلم عده ولا حسابه ولا أماكن وجوده، إلا الله، وما يكتشف من قبل المؤسسة الأمنية ما هو إلا جرس إنذار بأن «المستخبي أكثر وأكبر»، وذلك بالضبط كما تم اكتشاف مخازن الأسلحة والمتفجرات في الكويت.بالطبع لا حاجة إلى دليل ولا استدلال، إنها أسلحة ومتفجرات من يدعون السلمية والمظلومية، وحتى للأمس، وبعد انتشار خبر اكتشاف هذه المخازن في النويدرات، مازالت «الوفاق» ترسل المراسيل وتكتب المكاتيب وتنشر التقارير، تطالب بالمشاركة في إدارة الحكم والجلوس على طاولة الحوار، لتأخذ نصيبها من المؤسسات الخدمية والسيادية، حتى تضمن مواصلة مشوارها لخطة انقلابية قادمة، وكأن الأسلحة والمتفجرات التي وجدت لا تعنيها البتة، ولا علاقة لها بها!بالتأكيد أن من تم القبض عليهم لهم ارتباط وثيق بعناصر إرهابية في العراق وإيران، وذلك كما ذكر البيان الذي تم نشره في الصحف المحلية، وهذا لا يحتاج إلى استنباط ولا إلى دليل، فيكفي علاقة «الوفاق» المباشرة بحكومات هذه الدول ومرجعياتها، ودعم هذه الحكومات علناً للمؤامرة الانقلابية في البحرين، لهو خير شاهد على أن ما حدث في البحرين هو مؤامرة انقلابية من إيران، والتي يجب أن يتم التعامل مع الانقلابيين ومع الدول الداعمة لهم على هذا الأساس، دون الاكتراث لأي رد فعل ، سواء كان محلياً أو خارجياً.ونعود إلى صلب الموضوع، وهو اكتشاف مخازن أسلحة في النويدرات بنفس الطريقة التي اكتشفت فيها مخازن الأسلحة في الكويت، وهي الطريقة التي يتم استخدامها في دول خليجية أخرى، ولنكون صريحين فالخليج كله مستهدف من إيران، والخلايا النائمة فزعت من مراقدها، ألا إن بعض الدول لم تنبش بعد في بعض مناطقها، لأنها قد تكون مستبعدة من بالها، أنه قد يكون هناك نشاط انقلابي أو عمل إرهابي تتعرض له، وهذا الاستبعاد غير جيد في ظل تعرض دول خليجية مثل البحرين والكويت والسعودية لأعمال إرهابية، أو اكتشاف مخازن أسلحة متعلقة بالخلايا والميليشيات الموالية لإيران.إن تخزين الأسلحة قد لا يقتصر على مناطق الميليشيات، فقد تكون في مناطق بعيدة عن الشكوك، وخاصة عندما تكون هناك حركة عقارية تؤكد قيام هذه الميليشيات وبتمويل سخي إلى شراء عقارات في المناطق السنية في دول الخليج، ومنها البحرين، التي تغلغلت فيها هذه الميليشيات في مناطق لم تكن لها فيها أثر، ونضرب هنا مثال بـ «حزب الله» اللبناني الذي يشتري عقارات في مناطق سنية في لبنان، حيث ذكر تقرير نشر في يوليو 2015 تحت عنوان «حزب الله يشتري عقارات في منطقة سنية ويحول حياة سكانها إلى جحيم»، حيث اكتشف أن إحدى مصلياتهم وسط منطقة «السعديات» السنية ما هي إلا مخزن كبير لأسلحة الحزب، وقد اختاروا هذه المنطقة كونها بعيدة عن الشبهات خاصة أنها منطقة سنية «صرف»، كما تبين أن الحزب منذ سنتين وبكامل طاقته المادية يقوم بشراء عقارات كثيرة من عمارات ومحلات وأراض بمبالغ ثلاثة أضعاف قيمتها الحالية، حتى يصبح للحزب وأتباعه نفوذ كبير يحق له التحكم كما يشاء ويخبئ ويخزن الأسلحة التي ينقلها من هذه المناطق إلى سوريا للتمويه، وأن هذه المشكلة تتفاقم وأهالي «السعديات» ومناطق الإقليم الأخرى يحملون زعماء «تيار المستقبل» المسؤولية، بغضهم النظر مقابل مصالح شخصية، وهو أن كيف للحزب شراء 13 عقاراً في كل من بلدات «السعديات» من قبل مؤسسة «تاج الدين» العقارية والتي يملكها تاجر من «حزب الله»، دون السؤال عن جهة المشتري ولماذا؟! في الوقت الذي لا يسمح «حزب الله» لأي مالك في الضاحية الجنوبية بيع أي غريب عن مناطقهم دون الرجوع إلى قيادتهم.هذا المثل والأمثال كثيرة، وواقع في البحرين، وغيرها من دول الخليج، وذلك عندما تكون مخازن الأسلحة في مناطق تمركزهم هي المخازن الرئيسة، إلى جانب مخازن فرعية في مناطق لا يمكن الاشتباه بها، وخاصة أن الإشارات والدلالات واضحة ومنذ سنوات طويلة، فعملية الشراء في المناطق السنية في البحرين لم تتوقف، ليس فقط للتغلغل بل لاستخدام المنازل والعمارات والمحلات كمخازن وقواعد انطلاق عندما تحين الساعة، أنه التكتيك لحرب داخلية يكون فيها الهجوم من كل جانب.عيون رجال وزارة الداخلية لا تنام ولا تغفل، وثقة الشعب في مؤسسته الأمنية كبيرة، وما اكتشاف مخزن الأسلحة في النويدرات، إلا جزء يسير من مجهود جبار تبذله هذه المؤسسة من أجل أمن البحرين وسلامة شعبها.