شكراً لأبناء طشقند لاعبي المنتخب الأوزبكي ومدربهم صمويل بابيان على الرباعية التي كشفوا فيها الواقع المرير الذي تعيشه الكرة البحرينية، لسنا فرحين بالهزيمة، ولكننا فرحون بأننا أكدنا للجميع أننا نعيش وهماً نسميه بكرة القدم، بقدر ما كنا نتألم ونحن نشاهد هدفاً تلو الآخر والكرة تعانق شباكنا والضيوف يرقصون على أرضنا، إلا أننا كنا نشعر مع كل هدف بأن الحال المأساوي الذي نعيشه بدأ يخرج من الظلام إلى النور لكي يراه ويتحسسه المسؤولون الذين وضعوا أنفسهم في فوهة المدفع للسير بالكرة البحرينية إلى أعلى المستويات، وهم أنفسهم المتمسكون بمناصبهم ولا يشعرون بأي نوع من الحرج لكي يعلنوها بأنهم مسؤولون عما يحدث من ظلم للكرة البحرينية المسكينة التي بدأت تتلقى الصفعات من جميع أركان القارة الآسيوية.مباراة المنتخب ذو اللون الأحمر الباهت يمكن أن تختزل في كلمة واحدة لا أكثر، هناك عدة كلمات واختاروا منها ما يناسبكم، يمكن أن توصف بــ«المهزلة» أو بــ«المأساة» أو بــ«الفضيحة»، كلها كلمات مناسبة لكي تصف الحال الذي وصلنا إليه، لا نقولها كتهمة جاءت عن خسارة، بل كنا على يقين بأن ما يقدم من عمل ما هو إلا سراب لتأتي الحقيقة واليقين أمام مرأى الجميع.يا سادة يا كرام يا مسؤولي اتحاد الكرة سأبدأ بكم، أنتم من وضعتم اللبنة الأولى لمهزلة الأمس، أتعلمون لماذا؟ لأننا حذرناكم مراراً وتكراراً من القرارات العشوائية غير المدروسة التي تتخذونها وطلبناكم بلجان عاملة وليست صورية، وانتظرنا منكم تخطيطاً عملياً يسير بكرتنا البحرينية على سلم التطور والارتقاء، ولكن جميع قراراتكم كانت خاطئة، فمن توقيت اختيار المدرب ننتقل لقرار تأخير الدوري، وعدم فاعلية اللجان المسؤولة عن المنتخب وأبرزها اللجنة الفنية، وعدم جدوى القريبين من المنتخب، ها أنتم تجنون ثماراً مرة وستعودون خطوات للوراء من أجل بدء الإصلاح من جديد، فلا تتوقعوا أن يظل هدوء باتيستا طويلاً وهو يشاهد هذا الوضع المأساوي فيما يخص التخطيط لكرة القدم البحرينية، فكرة القدم البحرينية أمانة وتحتاج لمن يضعها على الطريق الصحيح هي مسؤوليتكم لا محالة.وأنتم يا لاعبون.. نقدر صلة الصداقة التي تجمعنا بكم، ولكن حينما تكونوا مقصرين يجب أن ننبهكم، والعكس صحيح فإننا سنشيد بكم عندما تقومون بدوركم، أين روحكم القتالية؟ أين عزيمتكم؟ أين إصراركم؟ أين غيرتكم على منتخب بلادكم؟ شخصياً شعرت بأنكم تجرعتوا حقناً مخدرة، لم تشعرونا بأهمية المباراة، وكأنكم لم تكونوا تعلمون بأنكم على أرضكم ووسط جماهيركم، شاهدوا أنفسكم وأنتم تدخلون شوط المباراة الثاني، لقد بعثتم لنا إشارة بأن أرجلكم لا تحملكم، وأرجلكم ليس لها رغبة بدخول الملعب من أجل تحقيق الفوز، هذه إشارة شعرت بها شخصياً، فمن يريد الفوز يركض بقدميه يندفع بكل قوته، لقد قدمنا لكم المديح في لقاء اليمن، ولم نقس عليكم في لقاء كوريا الشمالية، وقبلنا لكم العذر في مواجهة الفلبين، ولكن كيف نعذركم يوم أمس وأنتم أول من أكدتم بأنكم عازمون على التعويض، اسمحوا لي يجب أن تراجعوا حساباتكم، فمن يجد الحمل بات ثقيلاً فليعلنها بصراحة ويعتذر فهذه هي قمة الشجاعة!!أما ابن الأرجنتين باتيستا والذي قدمنا له كافة الأعذار وكان محمياً من قبلنا لتخبطات اتحاد الكرة، جاء الدور عليه ليكون سبباً رئيساً فيما يحدث للمنتخب في الفترة الحالية، فهو الشخص الذي غيب اللاعبين عن المباريات الودية، وهو الشخص الذي وافق على تأجيل الدوري، وهو الشخص الذي أصر على تغيير مراكز بعض اللاعبين دون جدوى، وهو الشخص الذي رفض استقطاب المحترفين، وهو الشخص الذي جاء ليقول عبارات متناقضة في تصريحاته الإعلامية، ولكنه في النهاية يدرك بأنه الرابح الأكبر إن استمر بهذه السلبيات لأنه سينضم لركب المدربين الذين تم إعفاؤهم واستفادوا من خزينة اتحاد الكرة مئات الآلاف من الدنانير لتبدأ الكرة البحرينية رحلة الوهم والبحث عن الاستقرار من جديد، وهي الرحلة التي أصبحت عنواناً يكرره المسؤولون في كل مناسبة حزينة أم سعيدة، وهم في قناعاتهم الداخلية يشعرون بأنهم يمرون مرور الكرام أمام جماهير أصبحت أكثر وعياً وتعرف بأن الكرة البحرينية باتت بحاجة لمقولة واحدة فقط وهي «الرجل المناسب في المكان المناسب»، فكفاكم تلاعباً بمنتخب الوطن!!!