فور تنفيذ عدد من عمليات التخريب في الشوارع الجمعة الماضي، تم نشر الأخبار عنها عبر الفضائيات السوسة وعلى رأسها بالطبع فضائية «العالم» الإيرانية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا نموذج «شباب الثورة ببلدة سلماباد يؤكدون تمسكهم بالنهج الحسيني المقاوم عبر غلق الشارع العام». السؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هو ما علاقة الحسين بهذا النهج التخريبي؟ وتليه أسئلة تفرض نفسها بقوة أيضاً، هل هذا الذي مارسوه تأكيد للمنهج الحسيني؟! هل غلق شارع عام بإشعال النيران في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وتعريضهم للخطر منهج حسيني؟! من قال هذا الكلام؟! ومن يجرؤ من علماء الدين أن يقوله؟! لماذا يقحمون اسم الإمام الحسين في عمل فوضوي تخريبي متخلف كهذا بينما الحسين سبط الرسول عليه الصلاة والسلام كان رسول محبة وسلام ورافعاً لراية الدين ومحارباً للظلم لا مناصراً له؟!الربط خطأ بل إنه يدخل في باب التعدي على الدين الإسلامي وعلى آل البيت الكرام وعلى الإمام الحسين ونهجه بشكل خاص، ذلك أن نهج الحسين يختلف تماماً عن هذا النهج المؤذي للناس أجمعين، والذي لا يأتي منه خير، فالحسين أعلى الله مقامه، لا يأتي منه الأذى، ولم يفعل إلا ما فيه مصلحة للناس. ترى من أعطى هؤلاء الحق في ربط ما يقومون به من أعمال سيئة بالإمام الحسين وقضيته؟ ما يقومون به تخريب وأعمال فوضى وكل هذا لا يمكن أن يدخل في نهج الحسين عليه السلام. هو باختصار افتراء على الإمام الحسين وعلى آل البيت وعلى الدين الإسلامي الذي لا يمكن أن يقر هذه السلوكيات أبداً لأنها تتناقض ومبادئه.من يتمسك بالنهج الحسيني لا يمكن أن يمارس مثل هذه الأفعال المسيئة، من يتمسك بالنهج الحسيني لا يأتي الناس منه الأذى، من يتمسك بالنهج الحسيني لا يقوم بأعمال التخريب ولا يشيع الفوضى. شتان بين هذا النهج المتخلف ونهج الإمام الحسين عليه السلام. من يحب الحسين ويؤمن بنهجه لا يمكن أن تصدر منه مثل هذه الأفعال ولا مثل هذه الأقوال، لأنها افتراء على الحسين وعلى قضية الحسين، وافتراء على الإسلام الذي حمل الحسين راية الدفاع عنه.من هنا صار لابد من أن يتحمل علماء الدين الشيعة والمراجع منهم تحديداً في الداخل والخارج مسؤولياتهم تجاه هذا الذي يجري، فليس معقولاً أن يصمتوا وهم يرون هذا الاعتداء المشين على نهج سيد الشهداء، وهذا الإقحام الظالم لاسمه الكريم، في هذه الأفعال المشينة والظالمة، فما يقوم به أولئك لا علاقة له بالحسين ولا يجوز ربطه بمنهج الحسين، لأن منهج الحسين مختلف تماماً ولا يتضمن أفعال التخريب التي يمارسونها ويؤذون بها خلق الله، وهذا كله واضح لعلماء الدين الذين سيحاسبهم الله سبحانه وتعالى على صمتهم، إن استمروا فيه، وعلى سلبيتهم إن اتخذوها نهجاً وطريقاً واعتقدوا أن بها يضمنون سلامتهم.مسؤولية علماء الدين وعلى الخصوص علماء الدين الشيعة كبيرة، وعليهم وضع حد لكل هذا الافتراء على الحسين، بربط اسمه ونهجه بهذا الذي يقوم به ذلك البعض الذي أعمته الأهداف التي رسمت له، وأعمته السياسة عن كل شيء، وصار مبرراً عنده حتى التجاوز على آل البيت، وعلى نهج الحسين عليه السلام، وصار أمراً عادياً بالنسبة له استغلال مناسبة عاشوراء وتوظيفها سياسياً، لخدمة أهدافه وأهداف محرضيه التي باتت مكشوفة للجميع. للإمام الحسين سيد الشهداء مكانة عظيمة في نفوس المسلمين كافة، ونهجه مدرسة يتعلم منها كل البشر بمختلف انتماءاتهم، وما يقوم به أولئك المتجرئون عليه لا علاقة له بنهجه عليه السلام، ومن يوافقهم يشاركهم في الافتراء عليه وعلى نهجه القويم.