الخطاب السامي لصاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع لمجلسي النواب والشورى، حمل في طياته ركائز أساسية للمجتمع البحريني باختلاف أطيافه، فقد دعا في خطابه إلى التكاتف والتعاضد في ظل التداعيات السياسية وتداعيات الأحوال الاقتصادية، والتركيز على المواطن كونه الجوهرة الحقيقية لهذا الوطن، في ظل الديمقراطية التي تقوم على العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.خطاب جلالته عبر عن مكنونات المواطن وهواجسه، فجلالته لم ينس شهداء البحرين في خطابه، ولم ينس دورهم في تمجيد المنظومة الخليجية والعربية، وتضحياتهم بالدم والنفس، فما كان من جلالته إلا أن أعلن في الخطاب التاريخي، أن يكون يوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام «يوم الشهيد»، تقديراً من جلالته، وعرفاناً من الشعب البحريني الأبي لهم على ما قدموه من تضحيات من أجل الدين والعروبة والوطن، وبالرغم من أن الفقد عظيم، والتضحية بالنفس هي أعلى مراتب التضحيات، وبالرغم من عمق الحزن لمصابنا، إلا أننا نفخر بهذا اليوم العظيم، ونفخر بشهدائنا وأسرهم ورجولتهم، والذين اختاروا أن يكونوا السياج المنيع من الخطر الإرهابي على البلاد والوطن العربي. الرقي والرخاء والعمل والتطور لأي مجتمع لن يتحقق إلا في ظل الاستقرار، والاستقرار بأنواعه -الاقتصادي والسياسي والاجتماعي- لن يتحقق إلا تحت مظلة الأمن، والأمن والأمان مؤشرات هامة للاستقرار، لذلك فمملكة البحرين في أيد أمينة من الداخل والخارج، فقوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، لله الحمد يقومون بجهود جبارة حتى تبقى مملكة البحرين كما كانت بلد الأمان، لذلك حرص جلالة الملك في خطابه السامي على الغرس الطيب للأجيال القادمة من خلال تعزيز المواطنة والانتماء للأرض، ودور رجال الأمن في المحافظة على استقرار هذا الوطن ليكون ذلك سطوراً من ذهب في مناهج الدراسة لوزارة التربية والتعليم، وكما تقوم الأجهزة الأمنية بوظائفها الأمنية للحد من انتشار الفوضى والفساد والإرهاب، فإن المؤسسات التربوية -المدارس والجامعات- تتحمل أيضاً مسؤولية الأمن من خلال توعية وتوجيه النشء والشباب، بأن يكونوا على قدر المسؤولية للحفاظ على الوطن بكل مقوماته، والحفاظ على الإنسان البحريني، وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بسلام، في بلد تتعدد فيه الأديان والمذاهب، ولن نوفي رجال الأمن حقهم أبداً مهما كتبنا وسجلنا، فهم صمام الأمان للحرية والأمن والاستقرار والحفاظ على الكيان البحريني، الذي لا يمكن أن يكون إلا داخل بلده، يعيش فيها بعزة وكرامة.الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك المفدى، كان خطاباً واضحاً، ودعوة جلالته كانت صريحة في مواجهة كل من يحاول أن يمس استقرار هذه البلاد الطيبة، من خلال تكاتف الجميع للتصدي للعدوان، والوقوف بيد واحدة أمام الأزمات المختلفة، ونصرة الدول العربية والتعاضد مع دول الخليج، لصد كل من يحاول نزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ندعم قيادتنا الرشيدة -صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين- ونبايعهم في السلم والعسر، ونعاهدهم أن نكون معاً للإصلاح الشامل والاستقرار، فطريقنا وغايتنا واحدة -جميعنا- قيادة وشعباً من أجل البحرين.