قبل يومين نشرت الصحف معلومات عن الخطة التشغيلية التي دشنتها أمانة العاصمة لحملة «عاشوراء نسمو 2015»، وتضمنت الخدمات التي تقدمها في مجالي النظافة والتوعية. هذه الخدمات ليست جديدة ففي كل عام تحرص الدولة على توفير مستلزمات النظافة وكل التسهيلات، بغية إنجاح موسم عاشوراء، فتوفر العمال والآليات والمشرفين وكل ما يعين على تحقيق الهدف المنشود.من اطلع على تلك المعلومات التي احتوت تفاصيل لتلك الخدمات لاشك في أن هناك سؤالين قد قفزا على الفور في ذهنه، الأول هو لماذا توفر الدولة كل هذه الخدمات في موسم عاشوراء؟ والثاني هو لماذا لا يقدر البعض هذه الخدمات التي يمكن للدولة أن تعتذر عن توفيرها وتطلب من المعنيين بعاشوراء التكفل بها؟نحن إذن أمام مفارقة، الدولة توفر كل ما يخطر على البال من خدمات بغية إنجاح موسم عاشوراء، ليتمكن المعزون من التعبير عن أنفسهم بكل يسر وسهولة، بينما لا يقدر البعض كل هذا ويوجه سيلاً من الاتهامات للدولة بالتقصير وبمضايقة المعزين.الخدمات التي تقدمها أمانة العاصمة كثيرة، منها على سبيل المثال توفير 200 عامل نظافة يعملون على مدار الساعة، يصاحبهم ثمانية مسؤولين للإشراف عليهم بهدف ضمان النظافة في أماكن سير المواكب الحسينية، ومجموعة من المركبات بسعات مختلفة لجمع المخلفات وتوفير مئات الحاويات وبراميل القمامة، وغير هذه كثير، يضاف إليها الخدمات التي يتم تقديمها للمضايف بغية ضمان نظافة الأطعمة والمشروبات وخدمات التوعية التي تسبق شهر محرم، والمتمثلة في عقد الاجتماعات مع أصحاب المآتم وروادها، ومناقشة مختلف الأفكار والمقترحات التي يمكن أن تضيف لهذا الموسم، والترتيب للمرسم الحسيني الذي يشارك فيه التشكيليون في كل عام، ليوصلوا من خلال الريشة واللون الكثير مما قد لا يتمكن خطباء المنابر الحسينية من توصيله.هذا جانب من الخدمات التي توفرها الدولة في كل عام لتحقيق رغبة فئة من مواطنيها الذين تعودوا على إحياء موسم عاشوراء، فهناك خدمات كثيرة توفرها وزارة الداخلية التي يقع عليها عبء تنظيم الشوارع وضمان انسيابيتها وتوفير الإحساس بالأمن للمعزين، ووزارة الصحة التي توفر عيادة الحسين وسط المنامة، وتوفر خدمات أخرى كثيرة، ووزارات وهيئات حكومية أخرى كلها ترمي إلى تحقيق الهدف نفسه، يضاف إليها ما تقدمه الدولة من دعم سنوي، يتمثل في توفير ما يقلل من كلفة الأعباء المالية على المآتم وأصحابها، وما توفره المحافظات من تسهيلات وخدمات كثيرة ومتميزة.هذه الخدمات لا تتوفر في كثير من الدول التي تهتم بإحياء موسم عاشوراء، تتميز بها البحرين التي تحرص على تطويرها عاماً بعد عام وتبذل كل الجهد الممكن لإنجاحه. ولأن هذه الخدمات متميزة والهدف منها واضح للجميع، لذا يفترض من الجميع أيضاً أن يقدروها ويبذلوا من جانبهم ما يتطلبه الموقف من جهد كي تكتمل الصورة ويتحقق النجاح المنشود.يكفي أن يعلم ذلك البعض الذي لا يهمه نجاح موسم عاشوراء بقدر ما يهمه نجاحه في استغلاله لخدمة أهدافه البعيدة عن الدين والمذهب، أن المهتمين بالعزاء والذي يعتبرونه جزءاً من حياتهم يقدرون ما تقدمه الدولة من خدمات، ويشكرونها على كل ذلك ويتمنون عليه أن يبتعد عنهم، ويبحث عن مكان آخر، يبيع فيه بضاعته، كي لا يؤثر سلباً على ما يبتغيه المشاركون في عزاء الحسين.ليس من عاقل ومستفيد من الخدمات التي تقدمها الدولة أيام عاشوراء إلا ويشكرها على كل ما تقدمه، ويقدر كل جهودها الرامية إلى أن يظفر المشاركون في إحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام بموسم ناجح، لا يكدر صفوه مكدر، وليس من عاقل ومستفيد من تلك الخدمات إلا ويدعو أولئك إلى كف أذاهم عن عاشوراء.