سبحان الله في طبع بني البشر، يعني الشيخ محمد خالد أصبح من مثيري الفتن؟!طيب، ماذا عم قال: «نحن الباقون وأنتم الراحلون»، هل كان يثير المودة والمحبة بين الطائفتين؟! ماذا عن من قال «اسحقوهم»، هل كان يعني احضنوهم أو آخوهم أو حبوهم؟!ماذا عن الرايات المليئة بالحقد والضغينة، والتي تلمز وتلمح ضد المكون الآخر وتصفهم ببني أمية، أليست ازدراء لأهل السنة والجماعة وإثارة للفتنة؟! ومن المقصود بـ «يزيد العصر»؟لست هنا بصدد التعليق على القضية المرفوعة من قبل الفنان والمواطن الغيور، ضد النائب السابق محمد خالد، فلكل مواطن الحق في اللجوء للقضاء، للفصل في الخلاف، فالتعددية وحرية الرأي ظاهرة حميدة تساهم في منع الاحتقان، وتنويع وجهات النظر، وهو تصرف حضاري ينم عن تنامي درجة الوعي لدى المواطن صنقيمة، وبالتأكيد هي ثمرة من ثمار المشروع الإصلاحي، وسواء اختلفت أو اتفقت في الرأي مع صنقيمة وحقه في مقاضاة الشيخ محمد خالد، لا أملك إلا أن أحترم قراره، من باب أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.ما أحاول أن أصل إليه هو توصيف الحالة بالمفهوم الذي يرقى لمعرفة الأسباب والمسببات التي تحرك مواطن سني – ليس المقصود صنقيمة بل في المطلق – وتدفعه لمقاضاة مواطن سني آخر، ولا تحرك وتدفع مواطن شيعي لمقاضاة عيسي قاسم بتهمة إثارة الفتنة والتحريض على استهداف رجال الشرطة!!والسؤال هنا، هل المواطن السني أكثر غيرة على أخيه الشيعي، وتماسكاً بالنسيج الاجتماعي ويخشى الفتنة الطائفية مقارنة بالمواطن الشيعي نفسه؟!إذا كان جوابك بالنفي، فلماذا إذاً لم نشاهد مواطناً شيعياً– إلا ما ندر وتحديداً الشيخ الوقور عبدالله المقابي - يقول كلمة حق ضد أخطاء وجرائم وسقطات عيسي قاسم وعلي سلمان وجمعية الوفاق؟ أليست هذه الجمعية أنشئت وتأسست على أسس طائفية، وجميع أعضائها من طائفة واحدة؟ أليست هذه الجمعية هي المسؤولة عن الشرخ الذي أصاب جدار اللحمة الوطنية وتسبب في كل هذا الوجع والألم الذي يعيشه الوطن منذ خمس سنوات؟بالله عليك، هل سمعت أو شاهدت في أدبيات أو خطب جمعية الوفاق كلمة سني، بل ومنذ 2011 وحتي اليوم تتكلم بلسان الطائفة وتطالب بحقوق الشيعة «السكان الأصليين» في البحرين على أساس أن العلاء بن الحضرمي جاء رسولاً من النبي «ص» إلى أهل البحرين يدعوهم للدخول في المذهب الشيعي وليس إلى الإسلام!!لماذا لم نشاهد نائباً في البرلمان من الطائفة الشيعية يندد بالرايات التي تثير الفتن وتنشر الأحقاد والضغينة، بل على العكس شاهدنا نائباً – نكن له الاحترام - يدافع عن طائفته وينسى أنه ممثل للشعب، ويندد ويهدد (....) بسبب إزالة رجال الشرطة تلك الرايات المثيرة للفتن والأحقاد بين أهل السنة والشيعة.لماذا كل هذه العصبية والغمز واللمز والتلميح ضد شركاء الوطن، بل والرغبة المحمومة فى التنكيل بأهل السنة وكأنهم هم من قتلوا سبط رسول الله «ص»؟ألا يوجد فيكم عاقل؟إن ذلك الماضي الذي تعتقد أنه كان زمناً جميلاً، لم يكن جميلاً إلا لأنه أمثالكم من الطائفيين ليسوا فيه، فلم يولد آنذاك ولي الفقيه، ولم يؤسس الخميني لثورته الفارسية البغيضة، ويصدر ثورته وأفكاره الطائفية إلى شيعة الخليج؟ لا، والغريب في الأمر، أن «البعض» من أهل السنة وحتى يدفع عنه شبهة الاتهام بالطائفية ويظهر في صورة «الملاك»، يصطف خلف هؤلاء الطائفيين، وهو يعلم أنهم على ظلم وخطأ، وأنهم السبب في تفشي «إنفلونزا الطائفية» التي انتشرت بيننا. يا سيدي، لا تتعب نفسك، فمهما فعلت فأنت في تصنيف هؤلاء «الطائفيين» من بني أمية. * تغريدة:وزير التربية والتعليم السابق علي فخرو قال الجمعة الماضي في تصريح صحفي: «نقص المعلمين في المدارس الحكومية شيء يوجع القلب ولم يحدث بفترة ترؤسي الوزارة»، وتناسى الوزير السابق أن الشيء الذي يوجع القلب أكثر هو توزيع البعثات على أساس طائفي، والذي كان يتم في عهده، وحرم أجيالاً من حقهم في مواصلة التعليم، وهو ما لم يحدث في عهد أي وزير، وتحديداً الوزير الحالي الفاضل الدكتور ماجد بن علي النعيمي.