قبل أيام انتشر الخبر التالي: «اعتقلت السلطات الألمانية عميلاً للمخابرات الإيرانية بتهمة التجسس على المعارضين الإيرانيين في البلاد وتعقبت خمسة آخرين بتفتيش منازلهم بحثاً عن وثائق ومستندات تشير إلى نشاطهم المخابراتي»، وبحسب الإدعاء العام هناك فإن «العميل المقبوض عليه كان يستلم مبالغ من وزارة مخابرات النظام الإيراني نظير تجسسه». مثل هذا الخبر لا تلتفت إليه «المعارضة» هنا وخصوصاً تلك المقيمة في أوروبا، يكفي أن تعرف أنه يتسبب في فضح إيران لتعتبره وكأنه غير موجود أو غير ذي قيمة ولا تتردد عن الرد على من يقول بصحته بالقول إن «الهدف منه هو الإساءة لسمعة إيران وإنه من الأساس لا يوجد شخص في العالم أجمع اسمه ميثم بناهي»، بل لا تتردد عن القول إن «إيران لا يمكن أن تمارس التجسس لأسباب شرعية»!لكن الخبر صحيح وقالت «إيلاف» إنها حصلت على معلومات إضافية عنه من مسؤول في «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» ملخصها أن ميثم البالغ من العمر 31 عاماً كان وخمسة من زملائه قد طردوا في العام 2012 من مخيم «ليبرتي» لعناصر منظمة «مجاهدي خلق» اللاجئين في العراق والذي يضم ثلاثة آلاف شخص بعد اكتشاف تعاونهم مع المخابرات الإيرانية، وأنه لهذا «ناشد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الحكومة الألمانية والسلطات المسؤولة فيها كشف النقاب عن جميع عملاء وزارة المخابرات الإيرانية في ألمانيا ونشاطاتهم ضد منظمة «مجاهدي خلق» والمقاومة الإيرانية كون هذا الإجراء عملاً ضرورياً لمنع استمرار الأعمال الإجرامية لعملاء النظام الإيراني»، و«حذر من خطورة وجود عملاء وزارة المخابرات الإيرانية في الدول الأوروبية وتهديداتهم لأمن اللاجئين الإيرانيين»، ودعا السلطات في الاتحاد الأوروبي إلى «تنفيذ قرار مجلس الاتحاد الأوروبي القاضي بمحاكمة وطرد ومعاقبة عملاء ووكلاء مخابرات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران». بالتأكيد فإن من حق إيران مثلما هو من حق أي دولة في العالم أن تزرع لها مخبرين في أي مكان تعتقد أن حصولها على معلومات من خلالهم يفيدها ويحميها. هكذا تفعل كل الدول وليس في هذا أي غرابة. القصة ليست هنا، القصة في أن المهووسين بإيران وبنظام الملالي يعتقدون أن إيران من النقاء والصفاء والمثالية بحيث إنها لا يمكن أن تمارس عملاً مثل هذا حتى وهي متأكدة من أنه من حقها أن تمارسه، فإيران عكس دول العالم كلها طاهرة!مثل هذا الاعتقاد والإيمان هو الذي يجعل إيران تتمسك بهؤلاء وتجعلهم يتمسكون بها ويضحون بالغالي والنفيس من أجلها ولا يترددون عن بيع أوطانهم لإرضائها، فـ«إيران لا تقول إلا الصدق، وإيران لا يأتي منها إلا الخير، وإيران لا يمكن أن تتجسس على الآخرين مهما كانت المعلومات التي يمكن أن تحصل عليها من هذا الباب مهمة ويمكن أن تحميها أو تكون سبباً في تحقيق انتصار هنا أو هناك»!حسب المعلومات فإن «الجالية الإيرانية في ألمانيا تزيد عن مائة ألف شخص وخاصة في مدينة كولونيا التي تعتبر من أكبر مراكز تجمعات المهاجرين الإيرانيين والتي يعد الإيرانيون فيها من أكثر الأجانب المؤهلين ثقافياً وأكاديمياً»، ما يعني أن المبررات لزرع مخبرين بينهم متوفرة، ولهذا قامت بزرع عناصرها وستزرع غيرهم طالما تم اكتشافهم وافتضح أمرهم وأمرها. ومع هذا سيظل أولئك المهووسون بإيران وبملاليها يعتبرون مثل هذه الأخبار اختلاقات هدفها الإساءة إلى إيران ودعم المعارضين لنظامها، فأي خبر فيه إساءة لإيران لا يمكن أن يكون صحيحاً، وأي اسم يرد في هذه الأخبار لا وجود له من الأساس خصوصاً لو كان «ميثم بناهي»!أما إن كان مثل هذه الأخبار عن البحرين فهي لا تعتبرها صحيحة فقط ولكن دقيقة أيضاً.
Opinion
قصة المخبر ميثم
02 نوفمبر 2015